وقال الحسنُ والسديُّ: الحميمُ الذي قد انتهى حرُّهُ.
وقال جويبر عن الضحاكِ: يُسقى من حميم يُغلى من يومِ خلقَ اللَّهُ
السماواتِ والأرضَ إلى يومِ يُسقَونَه ويُصبُّ على رؤوسِهم.
وقالَ ابنُ وهب عن ابن زيد: الحميمُ دموعُ أعينهم في النارِ يجتمعُ في
حياض النارِ فيُسْقَونَه.
وقال تعالى: (يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) .
قال محمدُ بنُ كعبٍ: حميم أن: حاضرٌ، وخالفَه الجمهورُ، فقالوا: بل
المرادُ بالآن: ما انتهى حرُّه.
وقال شبيبٌ، عن عكرمَة، عن ابنِ عباسٍ: حميم آنٍ: الذي قد انتهى
غليُه.
وقال سعيدُ بنُ بشيرٍ عن قتادةَ: قد آنَ طبخُه، منذُ خلقَ اللَّه السماواتِ
والأرضَ، وقالَ تعالى: (تسْقَى مِنْ عَيْن آنِيَة) ، قال مجاهدٌ: قد بلغَ
حرُّها، وحانَ شربُها.
وعن الحسنِ، قالَ: كانت العربُ تقولُ للشيءِ إذا انتهى حرُّهُ حتى لا
يكون شيء أحرَّ منه: قد آنَ حرُّهُ، فقالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: (مِنْ عَينٍ آنِيَة)
يقول: قد أوقدَ اللَّهُ عليها جهنمَ منذُ خُلقتْ، وآنَ حرُّها.
وعنه قال: آنَ طبخُها منذُ خلقَ اللَّهُ السمواتِ والأرضَ.
وقال السديُّ: انتهى حرُّها، فليس بعدَه حرٌّ.
وقد سبقَ حديثُ أبي الدرداء، في دفع الحميم إليهم بكلاليبِ الحديدِ.
النوع الثاني: الغسَّاقُ - قال ابنُ عباسٍ: الغسَّاقُ: ما يسيلُ من بينِ جلدِ