داخل في لينِ الكلامِ، وقد قالَ اللَهُ عز وجل: (وَقُولُوا لِلناسِ حُسْنًا) .
وقال تعالى: (وَقُل لِعِبَادِي يَقُولوا التِي هِيَ أَحْسَنُ) .
وقالَ تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥) .
وقالَ تعالى: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) .
وقالَ تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) .
ولما قالَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -:
"الحجُّ المبرورُ ليسَ له جزاء إلا الجنةَ، قالوا له: وما الحج المبرورُ يا رسول اللَّه؟
قال: إطعامُ الطعام ولينُ الكلام "
خرَّجهُ الإمامُ أحمد، وقد تقدَّم في ذكر إطعامِ الطعامِ
أحاديثُ أخرُ في طيبِ الكلامِ.
وفي الحديث الصحيح عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -
"والكلمةُ الطيبةُ صدقة "
وفيه أيضًا اتقوا النارَ ولو بشقِّ تمرةِ فمن لم يجدْ فبكلمةِ طيبةٍ،.
وأما كونُ إفشاء السلامِ من موجباتِ الجنةِ ففي "صحيح مسلم"
عن أبي هريرةَ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
"والذي نفسي بيدِهِ لا تدخلُوا الجنةَ حتى تؤمنُوا ولا تؤمنُوا
حتى تحابَّوا ألا أدلُّكُم على شيء إذا فعلتُمُوه تحاببتُم
أفشوا السلامَ فيما بينَكُم "
وخرَّجَ أبو داود من حديثِ أبي أُمامةَ عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إنَّ أوْلَى الناسِ باللَّهِ تعالي منْ بدأهُم بالسلامِ.
ويُروَي من حديثِ ابن مسعود مرفوعًا وموقوفًا
"إذا مرَّ الرجلُ بالقوم فسلَّم عليهِم فردُّوا عليهِ كانَ لهُ عليهِم فضلُ درجة، لأنَّه ذكَّرهُم بالسلامِ، وإن لم يردُّوا عليهِ ردَّ عليهِ ملأٌ خيرٌ منهُم وأطيبُ،.