للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طلبَ من رجلٍ كان معروفًا بإجابةِ الدعوةِ أن يدعوَ له بالموتِ فدعَا له ولنفسِه

بالموتِ فماتا.

ودُعي طائفةٌ من السلفِ الصالح إلى ولايةِ القضاءِ فاستُمهلوا ثلاثةَ أيامٍ

فدعَوا اللَّهَ لأنفسِهِم بالموتِ فماتوا.

واطُّلعَ على حال بعض الصالحينَ ومعاملاتِهِ التي كانتْ سرًّا بينه وبينَ ربِّه.

فدعا اللَّهَ أن يقبضهُ إليه خوفًا من فتنةِ الاشتهارِ، فماتَ فإنَّ الشهرةَ بالخيرِ

فتنةٌ، كما جاءَ فى الحديثِ

"كفَى بالمرءِ فتنة أن يشارَ إليه بالأصابع فإنَّها فتنةٌ"

وكان سفيانُ الثوريّ يتمنَّى الموتَ كثيرًا فسئل عن ذلكَ فقال: ما يدريني لعلِّي أدخلُ في بدعةٍ، لعلِّي أدخلُ فيما لا يحلَّ لي، لعلي أدخلُ في فتنةٍ أكون قدْ متُّ فسبقتُ هذا.

واعلم أن الإنسانَ لا يخلو من فتنةٍ.

قال ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -:

لا يقلْ أحدُكم أعوذُ باللَّهِ من الفتنِ ولكن ليقلْ: أعوذُ باللَّهِ من مضلاتِ الفتنِ ثم تلا قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) يشيرُ إلى أنه لا يستعاذُ

من المال والولد وهما فتنةٌ.

وفي "المسندِ" أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمرَ أمَّ سلمةَ أن تقولَ:

"اللهمَّ ربَّ النبيًّ محمدٍ اغفرْ لي ذنبي، وأذهِبْ غيظ قلبِي، وأجرنِي من مضلات الفتنِ ما أبقيتَنِي "

وقد جعلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - النساءَ والأموال فتنةً ففي "الصحيح " عنه - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "

مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ"

وفيه أيضًا أنهُ - صلى الله عليه وسلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>