للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

{وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ)} ويحث على العفو والصفح والتجاوز. ويتلو (٣٧:٤٢ {وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)} ويروى فيمن شفى غيظه الحديث المتكرر.

ويقرأ (١٣٤:٣ {وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النّاسِ. وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)}

وكان رحمه الله يفضل الفقر على الغنى، ويأمر بالزهد فى الدنيا. ويقول:

فى الصبر على المكاره خير كثير.

وكان يأمر بالتداوى من الأمراض. ويكره الشكوى. قال صالح بن أحمد:

سمعت أبى يئنّ فى مرضه. فقلت له: إن طاوسا - يعنى اليمانى - كان يكره الأنين فى المرض. فما أنّ إلى أن مات.

وكان رحمه الله يكره الإمارة، ويشدد فى باب النظر للسلطان. ويروى حديث عبد الرحمن بن سمرة عن النبى صلّى الله عليه وسلم «لا تسل الإمارة. فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها. وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها»

وكان رحمه الله يكره القضاء، ويشدد فيه. ويروى الحديث المأثور «من ولى القضاء فقد ذبح بغير سكين» والحديث الآخر «القضاة ثلاثة: قاضيان فى النار، وقاض فى الجنة. فأما اللذان فى النار: فرجل عرف الحق وقضى بغيره، فهو فى النار. ورجل قضى على جهل، فهو فى النار. ورجل عرف الحق فاتبعه وقضى به فهو فى الجنة» وروى عنه: أنه كان يذكر بعض الناس، فيقول: رحمه الله، آثر عذابهم على عذاب الله.

وكان قد ضرب على ولاية القضاء، وقال مرة: القضاء؟ نسأل الله العافية، ومرة قال: لا بد للناس من قاض. أتذهب حقوق الناس؟ ولكن هذا مع الضرورة إذا لم يوجد منه بد. وكان يجيز أرزاق القضاة بقدر الكفاية.

والكسب أحب إليه من أرزاقهم.

وكان رحمه الله يحرم الغناء، ويشدد فيه، ويأمر بكسر الملاهى، وإن كانت لها قيمة، إذا كانت لا تصلح إلا للهو. ويروى عن النبى صلّى الله عليه وسلم «بعثت بكسر الطبل».

<<  <   >  >>