للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكان يقول: إن الله سبحانه أراد فساد المفسدين وصلاح الصالحين. وإن لم يرد نفع من لم ينتفع بهذا ويقرأ (٢٣:٨ {وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ)}.

وكان يأمر بالاستعانة بالله على تكليف ما يشغل المكلف بغيره، فيدخل فى باب ما لا يطاق، لا لأنه مستحيل. ولكن لعدم التوفيق للاشتغال به، ويقرأ (٢٨٦:٢ {رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ)} ولا يحسن أن نرغب إليه تعالى فى المستحيل الباطل، كما لا يقال: ربنا لا تكن والدا ولا مولودا.

وكان يقول: إن الله تعالى لم ينعم على الكافر بنعمة فى الدين. وإن كانت نعمه عليه فى الدنيا تترى. لأنه لو أنعم عليه لهداه لرشده.

وكان يذهب إلى أن الكافر مخاطب بالشريعة والأحكام. لأنه مخاطب بالإيمان. وهو شرط. ومن خوطب بالشرط فهو مخاطب بالمشروط. ويقرأ (٥:٩٨ {وَما أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ. وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)}.

وكان رحمه الله يبطل القول بالتوالد، ولا يذهب إليه، وأن السهم الذى يرمى به الرامى، فالقتل الواقع به: من فعل الله سبحانه، لجواز أن يموت الرامى قبل وصول الرمية، فيموت المرمى بفعل فاعل معدوم. وهذا يؤدى إلى جواز وجود الأفعال من الموتى. ولأن هذا عنده فرع من خلق الأفعال. وهى عنده خلق لله سبحانه. ويقرأ (٩٦:٣٨ {وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ)}.

وكان يقول - رحمه الله - إن الميت بالقتل مات بأجله، وإن قتله لم يقطع عليه شيئا من أجله، وأنه لو لم يقتل لمات إن قضى ذلك، ويقرأ (٣٤:٧ {فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)} وقد سمى الله تعالى مدعى ذلك كافرا، وقال (١٥٦:٣ {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا)} ويتلو (١٥٤:٣ {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ)}.

<<  <   >  >>