للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويلك، تعرف دابة لها ستّ أرجل؟ وأشرت بيدي إلى تلك الآثار.

فقال: إنّ الخنزير طويل المكث في سفاده، وربّما مكث على الخنزيرة طويلا وهي ترتع، ويداه على كتفيها، ورجلاه خلف رجليها، فلا يكاد أن يقضي وطره إلّا بعد أن يقطع من الأرض شيئا كثيرا، فمن هناك ترى ستّ قوائم.

وقال الفرزدق في هجائه عمر بن يزيد الأسيّدي «١» ، وكان طلب منه وقر بغل رطبة «٢» ، فلم يفعل، فقال:

يا عمر بن يزيد إنّني رجل ... أكوى من المسّ أقفاء المجانين

يا ليت رطبتك المهتزّ ناضرها ... كانت أيور بغال في البساتين

حتّى تحبّل منها كلّ كوسلة ... قنفاء خارجة من أوسط الطّين «٣»

وقال آخر:

عراد، إن كنت تحبّين الغزل ... والنّيك حتّى تأجميه والقبل «٤»

فإنّ عمرا قد أتاك أو أظل ... يحمل أيرا مثل جردان الجمل

لو دسّ في متن صفاة لدخل

قال: نرى أنّه إنّما أراد الصلابة.

وقالوا: أير الثّور أطول وأصلب.

قال صاحب البغل: ليس بأطول، ولو كان أطول كانت البقرة لا تقف للثور، وإنما يكومها وهي تعدو، وهو لا يدخل قضيبه في حياء

<<  <   >  >>