وذكر أن مثل هذه المسألة وقع مرتين فيما تقدم، وأن الفقهاء والمحدثين اتفقوا على السماع بذلك، منهم: الحافظ أبو عبد الله الصورى قال: وامتنع من السماع بذلك نفر، لا يعتد بخلافهم. قال: ولا أعلم أحدا يخالف فى هذه المسألة من فقهاء العصر والمتقدمين قبلهم، من أئمة أصحاب الحديث: المتقدمين العلماء، والمتأخرين البلغاء.
قلت: وقد وقع فى المائة السابعة مثل هذه المسألة فى صحيح مسلم لما قال القاسم الإربلى: سمعته من المؤيد الطوسى، فقبل ذلك منه. وسمع عليه الكتاب غير مرة، وسمعه منه الحفاظ والفقهاء. وأفتى بالسماع عليه جماعة، منهم: قاضى القضاة شمس الدين بن أبى عمر المقدسى.
[٢٠ - عبد الوهاب بن أحمد]
بن عبد الوهاب بن جلبة، البغدادى ثم الحرانى الجزار، أبو الفتح قاضى حرّان.
اشتغل ببغداد، وتفقه بها على القاضى أبى يعلى، وسمع الحديث من البرقانى، وأبى طالب العشارى، وأبى على بن شاذان، وأبى على بن شهاب العكبرى، والقاضى أبى يعلى، وغيرهم. ثم استوطن حران، وصحب بها الشريف أبا القاسم الزيدى، وأخذ عنه، وتولى بها القضاء.
قال ابن السمعانى: بغدادى سكن حران، وولي بها القضاء، وعمل المظالم، وكان فقيها واعظا فصيحا.
وذكره أبو الحسين فى الطبقات، ونسبه إلى حران.
ورأيت بخط نفسه فى نسبه «الحرانى».
قال أبو الحسين: وقدم بغداد من ثغر حران قاصدا لمجلس الوالد، وطالبا لدرس الفقه عليه، فتفقه عليه، وكتب كثيرا من مصنفاته. وكان يلى قضاء حرّان من