وعنى بالحديث عناية تامة. وكانت قراءته مفسرة حسنة. وحصل الأصول.
وكان يجوع ويشترى الأجزاء، ويتعفف ويقنع بكسرة فيسوء خلقه، مع التقوى والصلاح. وكان فقيها على مذهب أحمد، ينقل منه، ووقف كتبه وأجزاءه.
وحدث. وسمع منه الذهبى، وجماعة.
وتوفى فى صفر سنة أربع وسبعمائة بالمارستان الصغير بدمشق، وحمل إلى سفح قاسيون، فدفن به مقابل زاوية ابن قوام، وشيعه الشيخ تقى الدين ابن تيمية، وجماعة. رحمه الله تعالى.
[٤٦٤ - محمد بن إسماعيل]
بن أبى سعد بن على بن المنصور بن محمد بن الحسين الشيبانى، الآمدى، ثم المصرى، الكبير الأديب، شمس الدين أبو عبد الله، ابن الصاحب الكبير شرف الدين بن أبى الفداء بن البنى.
ولد بمصر بكرة الأحد ثالث عشر المحرم سنة سبع وثمانين وستمائة.
وسمع بمصر: من ابن الجميزى، وابن المقير. وبدمشق: من جماعة. وبماردين:
من عبد الخالق النشترى. ونشأ بماردين. وكان والده الصاحب شرف الدين من العلماء الفضلاء، جمع تاريخا لمدينة «آمد» وله نظم ونثر، وسمع الحديث ورواه.
وكان محدثا فاضلا، متقنا.
توفى سنة ثلاث وسبعين وستمائة.
وكان وزيرا للملك السعيد الأرتقى، صاحب ماردين، وصار ابنه شمس الدين هذا مع ابن الملك المظفر بن السعيد نائبا لمملكته، ومدبرا للدولة، إلى أن ذهب رسولا من عند أمير أحمد ملك التتر إلى الملك المنصور قلاوون صاحب مصر، فحبسه ست سنين، حتى ولى ابنه الملك الأشرف، فأخرجه وأنعم عليه، وولاه نيابته بدار العدل. فباشرها مدة.
وكان عالما فاضلا أديبا منشئا، ذا معرفة بالحديث والتاريخ، والسّير والنحو