٤- اتصال بعض الأوربيين بالمسلمين ومخالطتهم لهم في الجامعات لهم في الجامعات الإسلامية بالأندلس, واطلاعهم على حال المسلمين من حرية وعدالة اجتماعية، فتنبَّهوا لواقعهم.
٥- ما كان يمارسه رجال الدين الكنسي من سوء المعاملة لمن خالفهم في قول أو فعل, وما كانوا يفرضونه من ضرائب باهظة, وتسخير مشينن للناس التابعين لهم تحت تسمية نظام السخرة، وما كان يتميِّع به رجال الكنيسة من امتيازات لا حدود لها, وحياة الترف والبذخ التي كانوا يعيشونها على حساب الفقراء والمعدمين.
وعن فساد رجال الكنيسة تقول القديسة -كما يسمونها- "كاترين السينائية": "إنك أينما وليت وجهك سواء نحو القساوسة أو الأساقفة أو غيرهم من رجال الدين, أو الطوائف الدينية المختلفة, أو الأخبار من الطبقات الدنيا أو العليا, سواء أكانوا صغارًا في السن أو كبارًا, لم تر إلّا شرًّا ورذيلة تزكم أنفك رائحة الخطايا الآدمية البشعة, إنهم كلهم ضيقوا العقل شرهون, اتخذوا بطونهم إلهًا لهم يأكلون ويشربون في الولائم الصاخبة؛ حيث يتمرغون في الأقذار, ويقضون حياتهم في الفسق والفجور"١.
ومن الأدلة على ضيق أفق رجال الدين النصراني موقفهم المشين من العلم، وقد وصف "نورليان" ذلك فقال: "إن أساس كل علم عندهم هو الكتاب المقدَّس وتقاليد الكنيسة، فالكتاب المقدَّس يحتوي على العرفان
١ قصة الحضارة, ٢١، ٨٤، ٨٥, عن الاتجاهات المعاصرة ص٩٤.