قال: ووقف رجل على عامر الشعبي فلم يدع قبيحا إلا رماه به، فقال له عامر: إن كنت كاذبا فغفر الله لك، وإن كنت صادقا فغفر الله لي.
وقال إبراهيم النخعي لسليمان الأعمش- وأراد أن يماشيه-: إن الناس إذا رأونا معا قالوا: أعمش وأعور! قال: وما عليك أن يأثموا ونؤجر؟ قال: وما علينا أن يسلموا ونسلّم! قال أبو الحسن: كان هشام بن حسان إذا ذكر يزيد بن المهلب، قال:
إن كانت السفن لتجري في جوده.
وقال: مكتوب في الحكمة: التوفيق خير قائد، وحسن الخلق خير قرين، والوحدة خير من جليس السوء.
وقال: وكان مالك بن دينار يقول: ما أشد فطام الكبير. وكان ينشد قول الشاعر:
وتروض عرسك بعد ما هرمت ... ومن العناء رياضة الهرم
وقال صالح المري: كن إلى الاستماع أسرع منك إلى القول، ومن خطاء الكلام أشدّ حذرا من خطاء السكوت.
وقال الحسن بن هانيء:
خلّ جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام
إنما السالم من ألجم ... فاه بلجام
ربما استفتحت بالمز ... ح مغاليق الحمام
أبو عبيدة وأبو الحسن: تكلم جماعة من الخطباء عند مسلمة بن عبد الملك، فأسهبوا في القول، ثم اقترح المنطق منهم رجل من أخريات الناس،