للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتحقيقات باهرة وتصنيفات وأبحاث رائقة وأما صدقاته فكثيرة وطال ما تصدق بنحو القميص الذي عليه وقدم السائل على نفسه بالطعام الذي بين يديه وأما تقلله من الدنيا وترك ما على الحاجة زاد فذلك من غلبة حبه ليوم المعاد وقد ترجمته في كتابي المسمى ببلغة المراد في التحذير عن الإفتتان بالأموال // ٢٥ // والأولاد بما يدل على بعض أعماله الصالحة وأنواره الواضحة نفعنا الله تعالى ببركاته وأسعدنا بنفحاته ومنهم ولي الله تعالى العابد القانت الورع الزاهد إمام السادة الصوفية وأعلم العلماء المكية العارف بالله تعالى معرفة خالصة سالمة من الزيغ والضرر الشيخ حسن بن علي بن يحيى بن عمر الشهير بالعجمي المكي الصوفي الحنفي عامله الله برضوان الوفي قد أخذت عن شيخي الأول علم التفسير والتوحيد والحديث من صحيح البخاري ومسلم وباقي الكتب الستة وغيرها من كتب الأحاديث وكثيرا من مصنفاته زمن مجاورتي بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام سنة ١٠٩٢ بعض ذلك بالقراءة عليه وبعضه بالسماع وبعضه بالإجازة لذلك ولغيره على عادة المحدثين وأخذت عن الثاني غالب ذلك كذلك زمن //٢٦// مجاورتي بمكة المشرفة وفي زمن مجاورتي فيها شرفها الله تعالى اجتمعت على المرأة العالمة الصالحة الفاهمة ذات الشيم المرضية وإلا الرضية سيدة قريش الهاشمية الحسينية المكية الطبرية بنت الإمام عبد القادر الطبري فقرأت عليها في بيتها بمكة المشرفة طرفا من الكتب الستة الشهيرة بالفضل عند المحدثين ثم طرفا من موطأ مالك الإمام ابن أنس الأصبحي فمن مسند الإمام محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله عنه، فمن مسند الإمام أحمد بن حنبل ثم من باقي المسانيد الآتي بيانها ثم إجازتي كل من هؤلاء الثلاثة بفمه وقلمه المباركين ثم بين لي سنده أما الأول فقد أخذ ذلك عن جمع كثير من الفضلاء ذوي الإرشاد بسبب رحلته إلى البلاد من أجلهم قطب زمانه العارف بالله تعالى صفي الدين //٢٧// أحمد بن محمد

<<  <   >  >>