للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

محمَّدا عن هذا، فقال: إنما رواه صالح بن محمَّد، وهو منكر الحديث.

وقال البخاريُّ أيضًا في صالح: تركه سليمان بن حرب، روى عن سالم عن أبيه عن عمر رفعه: «من وجدتموه قد غلَّ فاحرقوا متاعه»، لا يتابع عليه، وقال النبيُّ : «صلُّوا على صاحبكم» ولم يحرِّق متاعه (١).

وقد سئل الدَّارَقُطْنِيُّ أيضًا عنه، فقال: يرويه أبو واقد صالح بن محمَّد ابن زائدة عن سالم عن أبيه عن عمر عن النبيِّ ، وأبو واقد هذا ضعيفٌ، والمحفوظ أنَّ سالمًا أمر بهذا، ولم يرفعه إلى النبيِّ ، ولا ذكره عن أبيه، ولا عن عمر (٢).

٣٠٨٢ - وقال أبو داود: حدَّثنا أبو صالح الأنطاكيُّ ثنا أبو إسحاق عن صالح بن محمَّد قال: غزونا مع الوليد بن هشام، ومعنا سالم بن عبد الله بن


ويؤيد هذا أن الحديث جاء مثبتًا في النسخة المطبوعة في «مسند عمر» برقم (١٠٥٢٥) كما سبق، ولكن الغريب أن الحافظ ابن حجر قال هناك في «النكت الظراف»: (حديث: «إذا وجدتم الرجل قد غل .... » في ترجمة صالح بن محمَّد بن زائدة عن سالم عن ابن عمر. نقلته من خط ابن كثير، وقال: ذكره الشيخ هناك والصواب ذكره هنا) ا. هـ
فالظاهر من هذا أن ابن كثير قد استدرك هذا الحديث على المزي في «مسند عمر» وهذا يبين ما في كلام الحافظ ابن حجر الأول من نظر، رحم الله الجميع وجزاهم عنا خير الجزاء.
(تنبيه) نعتذر للقارئ الكريم عن هذا الاستطراد الذي ليس له علاقة كبيرة بضبط نص «التنقيح»، وإنما سقناه للتنبيه على ما احتوى عليه كتابي «تحفة الأشراف» و «النكت الظراف» من فوائد ودقائق مهمة، ومع الأسف أنه يلاحظ زهد كثير من طلاب العلم فيهما، بل يكادان أن يهجرا مع ظهور برامج الحاسب الآلي، لذا حرصنا على ذكر شيء من
المواضع التي تكون فيها بعض الفوائد واللطائف من هذين الكتابين: تنبيها على أهميتهما، والله الموفق.
(١) «التاريخ الأوسط»: (٢/ ٨١)، وانظر: «التاريخ الكبير»: (٤/ ٢٩١ - رقم: ٢٨٦٢).
(٢) «العلل»: (٢/ ٥٢ - ٥٣ - رقم: ١٠٣).