للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهم قد زادهم الله هدى بعد أن اهتدوا.

وقال تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} (١)

فهو أناب إلى الله فهداه وثبته. إذن فهي أيضا أسباب ومسببات.

والله تعالى هو خالق الكون، وخالق السنن، ومرتب المسببات على الأسباب، وهو الذي قدر السبب والمسبب، فالكل منه وإليه كما قال تعالى:

{قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللهِ} (٢)

وأمور الدين كأمور الدنيا داخلة في سنن الكون كما خلقه الله وقدره، وهذا هو فهم الرسول (صلى) لآيات الله تعالى، وعنه فهم صحابته رضي الله عنهم، فجاهدوا في سبيل الله وعملوا في حياتهم على هذا الأساس، حتى أقاموا دينا، وبنوا دولة، وأسسوا خير أمة أخرجت للناس، ولن تجد في مسيرتهم الطويلة موضعا للتواكل والاعتماد على القدر مع ترك الواجب.

القضاء والقدر

[الخلاصة]

والخلاصة التي يمكن الاهتداء إليها والاعتماد عليها أخذا بما ورد في كتاب الله تعالى أن الله تعالى ثبت له العلم والقدرة والإرادة، فما من شيء إلا وهو داخل تحت علمه تعالى ومخصص بإرادته ومنفذ وواقع بقدرته.

كما ثبت أن للإنسان علما وإرادة وقدرة، وأن ما ثبت للإنسان هو مستمد من الله تعالى، كما ثبت أن قضية القضاء والقدر مبنية على ثبوت علم الله تعالى وإرادته وقدرته.


(١) الرعد: ٢٧.
(٢) النساء ٧٨

<<  <   >  >>