للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعاندين والمكابرين له. كما يستطيع بسهولة الإبانة والإفصاح عما يريد أن يقوله.

والدليل على زجزب اتصاف الرسل بها أن الرسل أرسلوا لبيان الشرائع والأحكام وإزالة الشبهة وترسيخ مبادئهم بالإقناع بالحجة بالنسبة لمن آمن بهم كما أرسلوا بإقامة الحجة وإلزام الخصم، وإبطال جميع حججه وأدلته، فلم لم يتصفوا بالفطانة لاتصفوا بضدها، من البلادة والعي والغفلة فتضيع فائدة الرسالة.

قال تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} (١).

وقال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (٢).

[٤ - التبليغ]

ومعناه أن يوصل الرسول ما أمره الله بإيصاله إلى من أرسل إليهم. فيجب للرسل التبليغ، ويستحيل عليهم ضده وهو كتمان شيء مما أمروا بتبليغه. والدليل على وجوب التبليغ أنهم لو كتموا شيئا مما أمروا بتبليغه للخلق لكنا مأمورين بكتمان العلم، لأن الله تعالى أمرنا بالإقتداء بهم، وكوننا مأمورين بكتمان العلم باطل. فكتمانهم شيئا مما أمروا بتبليغه للخلق يكون باطلا. فثبت لهم التبليغ، واستحال عليهم الكتمان لشيء مما أمروا بتبليغه.

كما أن كتمانهم يضيع الفائدة من رسالتهم. ولذا قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} (٣).


(١) الأنعام: ٨٣.
(٢) النحل ١٢٥.
(٣) المائدة ٦٧.

<<  <   >  >>