فتحضير الجن كتحضير الأرواح - غير أن ما سمي تحضير الأرواح ألبس ثوباً علمياً كاذباً ووشاحاً يتفق مع عصر الصاروخ والقنبلة الذرية.
السادسة: الأرواح التي تستحضر تراوغ، وتخلف الوعد، وترضى بالمنكر في مجالسها كأن ترضى بجلوس من يلبس الذهب والحرير من الرجال، وترتضي قوماً نساؤهم وبناتهم سافرات عاريات وقد يكون غير مصليات، كما أن الأرواح المستحضرة تكسر الأشياء أحياناً وتؤذي بعض الناس وقد تقوم بأعمال بهلوانية كالرقص والتلون بألوان مختلفة وإضاءة الحجرة والإخبار ببعض ما يحدث بين الناس وفي العالم مما لا يراه ولا يعلمه المحضرون ولكن تعلمه الجن لسعة كشفها وسرعة تنقلها بدرجة تفوق سرعة أسرع صاروخ اكتشفه العلم وكل هذه الأمور فعلتها الجن وفعلت أكثر منها وتجد لها أمثلة في القرى والمدن عند المتخصصين في أمور الجن، ولكنهم لم يستطيعوا أن يقيموا حولهم هالة من الدعاية ونفخ الأبواق ليلبسوا أمورهم لباساً علمياً مزيفاً، ويقولوا للناس - افتراء - إننا نستحضر الأرواح، إنما يقولون صادقين، إننا نستحضر الجن أو هم يحضرون معنا. وكثيراً ما رأيت أناساً مضللين بادعائهم تحضير الأرواح أو حضور جلساتها وأن هذه الأرواح زينت لهم فعل منكر أو أباحت لهم ترك فريضة أو هونت عليهم فعل جريمة بحجة أنها أرواح من عند الله وأنها تعلم الحقائق عارية مكشوفة لا لبس فيها ولا خفاء. ولم يدر المسكين أنه واقع في شباك جني كذاب مضلل.
السابعة: أن الأرواح بعد فراق الأجساد محكومة بناموس وسر إلهي فلا يمكن لأحد أن يتسرب إليها ولا أن يسخرها هذا التسخير المزري ولا يمكن لها إلا أن تكون صورة صادقة للعالم الآخر وذلك ما لم يحدث أبداً في عالم ما يسمونه تحضير الأرواح.