للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقول الله عز وجل: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة له فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فيقول: اخصر وزنك، فيقول: ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لن تظلم. فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء ... ". أخرجه أحمد وابن ماجه والترمذي وقال حسن غريب والبيهقي والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم". أخرجه أحمد، والشيخان، والترمذي.

ومما تقدم يعلم أنه يوزن عمل كل من يحاسب حتى من لا حسنة له، ليزداد خزياً على رؤوس الأشهاد، وبالوزن يظهر العدل في العذاب والعفو عن الآثام.

[٦ - الصراط:]

وهو جسر ممدود على ظهر جهنم يمر عليه الأولون والآخرون كل بحسب عمله، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح العاصف، وناس كالجواد، وناس هرولة، وناس حبواً، وناس زحفاً، وناس يتساقطون في النار، وعلى جوانبه كلاليب، لا يعلم عددها إلا الله تخطف بعض الخلائق (الكلاليب مثل الخطاطيف).

قال تعالى:

{وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً. ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً} [مريم: ٧١ - ٧٢].

وعن ابن مسعود: الصراط على جهنم مثل حد السيف. فتمر الطبقة الأولى كالبرق، والثانية كالريح، والثالثة كأجود الخيل، والرابعة

<<  <   >  >>