ولم يستقر الجبل حينئذٍ، ولم تحصل له عليه السلام مع إمكانها كما أشير إلى ذلك بقوله تعالى:
{قال رب أرني أنظر إليك، قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل، فإن استقر مكانه فسوف تراني، فلما تجلّى ربه للجبل جعله دكاً وخرّ موسى صعقاً}[الأعراف: ١٤٣].
وأما رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء يقظة بجسمه وروحه بعد السماء السابعة فالجمهور على أنها وقعت، وعلى ذلك الرأي بعض الصحابة ومنهم ابن عباس وأنس والحسن وغيرهم. وقال قوم: لم تقع له صلى الله عليه وسلم في الدنيا، ومنهم بعض الصحابة والسيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، والخلاف في ذلك معروف ولكل أدلته (١) والله ولي التوفيق والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
(١) ١. هـ. ملخصاً من الدين الخالص للشيخ محمود خطاب السبكي.