المعرفة السليمة التي يصير الإنسان بها مؤمنا إيمانا صحيحا هي الإدراك الجازم المطابق للواقع عن دليل.
فالمعرفة غير الجازمة معرفة مرفوضة، وصاحبها لا يعتبر مؤمنا، لأن العقيدة مبنية على الجزم: فلا يعتبر مؤمنا من كان واهما أوشاكا أوظانا. ولا يعتبر مؤمنا من جزم بعقيدة مخالفة للواقع. كاعتقاد قدم العالم، أوأن الله متعدد، أوأن القياموواليوم الآخر لن يوجدا مستقبلا.
ويعتبر مؤمنا عاصيا من عرف الله تعالى واعتقد وجوده وصفاته ولكنه لا يعرف دليلا على وجود الله، مع استطاعته النظر ومعرفة الدليل، ولوإجمالا كأن تقول له: ما الدليل على وجود الله؟ فيقول: الدليل على ذلك وجود هذا العالم مثلا.
فالدليل الإجمالي فرض عيني على جميع المكلفين. أما الدليل التفصيلي فإنه فرض على بعضهم فقط، لتوجد طائفة متخصصة تستطيع الدفاع عن الدين وعن العقيدة، فهوفرض كفائي. إذا قام به البعض سقط عن باقي الأمة.
وبعض العلماء يرى أن إيمان المقلد .. "وهوالمؤمن بغير دليل إجمالي ولا تفصيلي" إيمان مقبول وصحيح إذا حصل منه الجزم بالعقيدة، بحيث لا يتردد فيها ولا يتزحزح عنها ولوتردد وتزحزح الإنسان الذي اعتمد عليه المقلد في عقيدته وتقليده.
ودليلهم على ذلك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقبل إيمان من يؤمن بدون سؤاله عن الدليل، وذلك ثابت في عدة أحاديث صحيحة.