للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأرض تدور مرة كل يوم وليلة, فلو تأخر هذا الدوران عن أربع وعشرين ساعة لما أمكن وجود الحياة.

زهكذا نرى أن استعراض عجائب الطبيعة والكون عن كل نواحيه, والتأمل بعمق في كل ذلك يدل على أن هناك تصحيحا وقصدا في كل شيئ, وأن هذا التصميم ينفذ كله طبقا لمشيئة الخالق. وما دامت عقولنا محدودة فإننا لا نقدر أن ندرك ما هو غير محدود. وعلى ذلك لا نقدر إلا أن نؤمن بوجود الخالق المدبر الذي خلق كل الأشياء, بما فيها تكوين الذرات والكواكب والشمس والسديم" (١).

ويقول الأستاذ الحكيم الشيخ طنطاوي جوهري في تفسيره المسمى "الجواهر" (٢) في صدد الكلام عن بدائع صنع الإنسان: "ويا ليت شعري أي هندسة وأي نظام وأي مقياس كان في الرحم حتى صنع هذه المقاييس أثناء مرور الجنين بأطواره المختلفة وجعل أعضاء الإنسان وحواسه مرتبة منظمة:

١ - بحيث تكون قامته ثمانية أشبار بشبره هو, ويكون من راس ركبته إلى أسفل قدميه شبران, ومن ركبته إلى حقويه شبران, ومن حقويه إلى رأس فؤاده شبران ومن رأس فؤاده إلى مفرق رأسه شبران, بنسب متساوية كما تساوت نسب الأصابع في اليدين وفي الرجلين.

٢ - وإذا فتح الإنسان يديه ومدهما يمنة ويسرة كما يفتح الطائر جناحيه وجد ما بين رأس أصابع يده اليمنى إلى رأس أصابع يده اليسرى ثمانية أشبار نصفها عند ترقوته والربع عند المرفقين.

٣ - وإذا رفع يديه إلى ما فوق رأسه كان ما بين أطراف أصابع يديه إلى أصابع قدميه عشرة أشبار وذلك قامته وربعها.


(١) كتاب الإسلام وحاجة الإنسانية إليه للدكتور محمد يوسف موسى من ص ٨٨ إلى ص ٩١.
(٢) جـ٢ ص ٤٦.

<<  <   >  >>