للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ: وَمن الدَّلَائِل الْغَيْر الْمُفَارقَة لهَذِهِ الْحمى اسْتِوَاء النبض فِي تزيد الْحمى بِغَيْر تضاغط النبض إِلَّا أَن هَذِه الْخَاصَّة قد تُوجد لغير حمى يَوْم أَيْضا وَقلة عَادِية الْحمى فِي وَقت انتهائها فَأَنَّهُ فِيهَا أسكن وَأسلم مِنْهُ فِي سَائِر الحميات والأجود أَن تجْعَل ذَلِك خَاصّا بِهَذِهِ الْحمى وَإِن كَانَ قد يُوجد فِي غَيرهَا لِأَنَّهُ فِيهَا أَكثر مِنْهُ فِي سَائِر الحميات يَعْنِي سهولة الأنتهاء وَقلة عَادِية الْحمى فِي ذَلِك الْوَقْت من النّوبَة وَكَذَا أَيْضا انحطاطها بعرق أَو بدواء أَو بخار طيب يتَحَلَّل من الْبدن ثمَّ أعقب ذَلِك أقلاع تَامّ من الْحمى فَأن هَذِه أَيْضا وَإِن كَانَت تكون فِي غَيرهَا فَهِيَ بِهَذِهِ أولى لانها فِيهِ أَكثر.

لي انقباض الْعرق على ماهو عَلَيْهِ من الشّرف من خُصُوصِيَّة هَذِه الْحمى وعَلى ماهو عَلَيْهِ من الغموض حَتَّى أَن حذاق الْأَطِبَّاء قد أَنْكَرُوا أَن يدْرك الأنقباض فَالْوَجْه الْجيد النّظر إِلَى النَّفس فَأن مثله لَا يُفَارق فَإِذا رَأَيْت خُرُوج النَّفس سَرِيعا فَاعْلَم أَن الأنقباض سريع وبالضد.

٣ - (فصل)

٣ - (ذكر عَلَامَات حميات العفن) ٣ (الفارقة بَينهَا وَبَين حمى يَوْم والدق) قَالَ: من الدَّلَائِل الْغَيْر الْمُفَارقَة لحميات العفن أَن تبتدىء بِغَيْر سَبَب باد فَأن هَذِه تعم حميات العفن لِأَن حميات يَوْم كلهَا لَهَا سَبَب باد فَأَنَّهَا لَا تحدث ابْتِدَاء لَكِن يتقدمها حميات غَيرهَا فَيجب مَتى رَأينَا شَابًّا قد ابتدأت بِهِ حمى من غير سَبَب باد أَن نعلم أَن حماه من عفونة الأخلاط.)

قَالَ: وَرُبمَا تقدّمت حمى وأعقبت حمى عفن وَذَلِكَ عِنْد مايكون الْبدن مستعداً لحدوث وَذَلِكَ بِأَن يكون فِيهِ فضول تقبل السخونة من تِلْكَ الْحمى ويبتدىء بهَا العفن. وَيظْهر لَك هَذَا أَن حمى يَوْم هَذِه لَا تَنْتَهِي إِلَى أقلاع صَحِيح وَرُبمَا عرض أَن ترى مَا عِنْد مُنْتَهَاهَا بعض الْأَعْرَاض الدَّالَّة على انقلابها.

لي يَعْنِي أَنه يرى فِي انتهائها الْأَعْرَاض الردية القوية وَشدَّة الْحَرَارَة الكائنة فِي حميات العفن.

قَالَ: وَذَلِكَ يكون أبين عِنْد انحطاط تِلْكَ الْحمى فتفقد فِيهَا سهولة انحطاط حمى عفن قَالَ: وَمن عَلَامَات حمى عفن أَن تبتدىء بنافض أَو قشعريرة إِلَّا أَنه لَيْسَ بِلَازِم لجميعها وَمن دلائلها أختلاف الْحَرَارَة وَاخْتِلَاف النبض فِي الأبتداء والتزيد فَأَنَّهُ خَاص بحميات عفن إِلَّا أَنه لَيْسَ لكلها.

لي لِأَنَّهُ لَيْسَ ذَلِك للغب الْخَالِصَة وَمِمَّا هُوَ مثل الدَّلِيل الَّذِي مثل هَذَا وَأكْثر مِنْهُ أَن النّوبَة تَتَكَرَّر مرَارًا كَثِيرَة وَأَن النبض فِي الأبتداء صَغِير جدا يخْتَلف وَهُوَ النبض الْمُسَمّى المنضغط فَهَذَا لَازم لحميات عفن إِلَّا أَنه لَا يلْزم جَمِيعهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>