من تخلف بالشام من المعسكر، فامتثل أمر أبيه وخرج من دمشق بالعسكر متوجها الى أبيه، ووصل الى عانة وقيل الى الأنبار، فبلغه قتل أبيه تتش، فحط خيمه وسار مجدا عائدا، فوصل الى حلب وتسلمها من وزير أبيه أبي القاسم بن بديع في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وتولى حسين زوج أمه تدبير ملكه.
ووصل أخوه دقاق الى حلب، ومضى سرا من رضوان الى دمشق فملكها وقدم يغي سغان، ويوسف بن آبق بعسكرهما من أنطاكية الى خدمة رضوان، وسارا (٨٩ - ظ) معه الى الرها ليتسلمها من نواب والده، فأرادا القبض على حسين لينفردا بتدبير رضوان، فبلغ حسين ذلك، فهرب الى حلب، وتبعه رضوان اليها واستوحش رضوان منهما، فرجعا الى أنطاكية.
وسار رضوان الى دمشق ليأخذهما من أخيه دقاق، ونزل جناح الدولة حسين بحلب، وسار معه سكمان بن أرتق، فلما وصل رضوان الى دمشق اعتقل دقاق نجم الدين ايلغازي بن أرتق، ولم يستتب لرضوان أمر دمشق فرجع الى حلب، وتوجه سكمان الى البيت المقدس، وتسلمه من نواب أخيه ايلغازي.
ووصل يوسف بن آبق الى رضوان الى حلب وسكنها فخاف منه رضوان وحسين فتقدما الى المجنّ الفوعي (١) فهجم عليه فقتله.
وخرج رضوان وحسين فتسلما تل باشر، وشيح الدير من نواب يغي سغان، وأغارا على بلد أنطاكية، ثم توجها الى دمشق وسار يغي سغان إليهما منجدا دقاق، فضعفت نفس رضوان عن دمشق، فسار الى البيت المقدس فتبعه دقاق وطغتكين ويغي سغان، وأشرف عسكر رضوان على التلف فهرب حسين على البرية الى حلب، ووصل دقاق وطغتكين الى ناحية حلب، واستنجد رضوان بسليمان بن ايلغازي صاحب سميساط، فوصل الى حلب بعسكر كبير واجتمع العسكران على نهر قويق، وتحاربا، فهرب دقاق وطغتكين الى دمشق ويغي سغان الى أنظاكية.
(١) -مقدم أحداث حلب، انظر حوله كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية: ٢٤٣ - ٢٤٤.