قال الحافظ أبو القاسم: ورواه أبو سعيد الأزدي عن زيد بمعناه (٦٩ - و).
أخبرناه أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا ابراهيم بن منصور قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا اسرائيل عن السدي عن أبي سعيد الأزدي قال:
حدثنا زيد بن أرقم قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنا ناس من العرب، وكنا نبتدر الماء، وكان الأعراب يسبقوننا، ويسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض، ويجعل حوله حجارة ويجعل عليه نطعا، قال: فجاء رجل من الأنصار فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه فانتزع حجرا، ففاض الماء، فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري، فشجه، فأتى عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين، وكان من أصحابه، فغضب عبد الله بن أبيّ، وقال:«لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا»، يقول: من حوله من الأعراب، وكانوا يحضرون رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام، فقال عبد الله لأصحابه: إذا انفضوا من عند محمد فائتوا محمدا بالطعام فليأكل هو ومن عنده، ثم قال لأصحابه:«إذا رجعتم الى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل».
قال زيد: وأنا رديف عمي قال: فسمعت عبد الله، وكنا أخواله، فاخترت عمي، فانطلق فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فحلف وجحد قال: فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني، قال فجاء عمي (٦٩ - ظ) فقال: ما أردت الى أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذبك وكذبك المسلمون؟ فوقع عليّ من الهمّ ما لم يقع على أحد قط.
قال: فبينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ خفقت برأسي من الهم، إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي، فما كان يسرني أن لي به الخلد أقيم في الدنيا، ثم إن أبا بكر لحقني فقال: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: ما قال لي شيئا إلاّ أنه عرك أذني وضحك في وجهي، قال: أبشر، قال: ولحقني عمر، فقلت له قولي لأبي بكر، فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين (١). (٧٠ - و).