يجمع في أطراف الموقف المعرفي الزمن بعناصره الثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل، ومن هنا يستطيع أيضا أن يستخلص من الموقف المعرفي الدرس المستفاد من الماضي ليضيء به الحاضر, ويرسم به المستقبل لتتحقق غاية المعرفة, وأهدافها المطلوبة.
ولقد وضع القرآن الكريم أمام الإنسان مجموعة من التساؤلات التي يتعلق بعضها بالكون الطبيعي، ويتعلق بعضها الآخر بالكون الاجتماعي، والتي ينبغي أن يشغل نفسه بالتأمل فيها ويحاول البحث عن الإجابة عنها خلال توظيفه لأدوات المعرفة التي منحها الله له.
وخلال تأملنا لهذه التساؤلات القرآنية نجدها تتعلق بمواقف متنوعة يعيشها الإنسان في صباحه ومسائه، قد يتنبه المرء إلى بعضها فيقف أمامها متسائلا متعجبا، وقد يغيب عن بعضها الآخر فلا ينشغل بها ولا يفطن إليها، فيسوقها القرآن إليه في شكل سؤال يحتاج إلى إجابة لا بد أن يشغل المرء بها نفسه؛ لأن طرح هذه التساؤلات والانشغال بها تسهم إلى حد كبير في اكتمال الموقف المعرفي، وتقود الإنسان إلى تحقيق المقاصد والغايات الإلهية من الموقف المعرفي؛ لأنها تنبه الإنسان إلى النظر فيما يشاهد من ظواهر كونية يتأملها بعقله, ويتساءل حولها: كيف خلقت؟ لماذا خلقت؟ ومن خلق؟ ولماذا جاءت على هذا النحو من الوجود دون