للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ، وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [العنكبوت: ٣٣-٣٥] .

وقال في سورة الشعراء: {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ، ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ، وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: ١٧٠-١٧٤] .

وقال سبحانه وتعالى عن مصير هؤلاء جميعًا: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: ٤٠] . وتأمل معي هذه الخاتمة في كل موقف: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً} ، أو قوله: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} أو {عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} أو {عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} وهذه كلها تنبيهات وإشارات لكي تعي الأمة الإسلامية الدروس, وتأخذ العبرة من التاريخ.

ومن الأمور اللافتة للنظر حقا أن هذين النمطين؛ أهل الأهواء، وأصحاب السلطان تكررت مواقفهم مع الأنبياء قديما وتنكرت مواقفهم مع ورثة الأنبياء في العصور التالية، وكما أشرنا سابقا فإن كل نفس فيها ما في نفس فرعون من حب العلو في الأرض وحب الرياسة والاستكبار، فإذا وجدت من يزين لها ما تهوى، وإذا وجدت

<<  <   >  >>