مقصودة للخالق سبحانه، وكل فرد من أفراد العالم يتناغم مع غيره في تناسق عجيب لأداء وظيفة كلية للكون بأسره، فالجماد بعناصره الأساسية موظف لخدمة النبات.
والنبات بما يحتويه من مواد غذائية موظف لخدمة الحيوان.
والحيوان موظف لخدمة الإنسان.
وكل فرد من أفراد هذه العوالم المتنوعة, تجد كل جزئية فيه تتكامل مع غيرها لأداء وظيفته الخاصة به بحيث تجد أفراد العالم كلها تتعاون فيما بينها, وتتكامل لأداء وظيفة مقصودة وتحقيق غاية مطلوبة.
وهذا التكامل ليس قاصرا على ما نشاهده في عالمنا الأرضي فقط، وإنما هو أشد ما يكون ظهورا في عالم الأفلاك، {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} ومن أراد شيئا من المعرفة بعلم الفلك وما يطالعنا به من آيات باهرة في دقة النظام الكوني, فليراجع ما اكتشفه العلماء من ذلك مما يبهر العقول١. علم ذلك من علمه وجهله من جهله والأمثلة الدالة على
١ راجع في ذلك الله يتجلى في عصر العلم، الإسلام يتحدى لوحيد الدين خان، وكتابات الدكتور زغلول النجار ومحاضراته الرائعة في التلفاز حول هذه القضية.