ثم أمرنا للوقت أن نعمل فيه أيضاً على قافية الذال، فعملنا ولم ير أحد منا ما عمل صاحبه، والذي عملته أنا:
هل لك في موزٍ إذا ... ذقناه قلنا حبذا
فيه شرابٌ وغذا ... يريك كالماء القذى
لو مات من تلذذا ... به لقيل ذا بذا
والذي عمله ابن رشيق:
لله موزٌ لذيذ ... يعيذه المستعيذ
فواكهٌ وشرابٌ ... به يفيق الوقيذ
ترى القذى العين فيه ... كما يراها النبيذ
فأنت ترى هذا الاتفاق لما كانت القافية واحدة والقصد واحداً، ولقد قال من حضر ذلك اليوم: ما ندري مم نتعجب؟ أمن البديهة؟ أم من غرابة القافية؟ أم من هذا الاتفاق؟ قال ابن شرف واستخلانا المعز يوماً فقال: أنا أحب أن تصنعا لي شعراً تمدحان فيه الشعر الرقيق الخفي الذي ربما كان في ساقي بعض النساء فإني استحسنه، وقد عاب بعض الضرائر بعض من هذا فيه به، وكلهن قارئات كاتبات، فأحب أن أريهن هذا، وأدعي لهن أنه قديم، لأحتج به على من عابه وأسر به من عيب عليه.
فانفرد كل منا، وأتممنا الشعرين في الوقت وكان الذي صنعت أنا: