وهذا المر والقول إنما روي في قصة أخرى من حديث الأسود بن سريع عند الحاكم وأحمد والطبراني من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة عنه في إنشاده النبي صلى الله عليه وسلم محامد حمد بها ربه وقد ضعفها الذهبي وقصة الإنشاد صحيحة دون ذكر عمر وقد بينت ذلك في الصحيحة ٣١٧٩. وبالجملة فقصة عمر هذه ضعيفة وقد حسنها الأخ الفاضل سعد بن عبد الله آل حميد في تعليقه على مختصر استدراك الحافظ الذهبي ٥/٢٣٣٢، ٢٣٣٤، بمجموع طريقها الضعيفين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة غير متنبه لنكارتها لمخالفتها للطريق الصحيحة الخالية منها. ثم هي لا أصل لها في قصة الأمة السوداء خلافا لصنيع ابن القيم رحمه الله تعالى. وهناك زيادات أخرى وقعت عقب الحديث في موارد الظمآن ص ٤٩٣، ٤٩٤، هي أنكر من سابقتها بلفظ: وضربت بالدف وقالت: أشرق البدر علينا ... من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع وهذه زيادة ضعيفة هنا وضعيفة في قصة قدومه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وإسنادها معضل وليس فيها بيان هل كان قدومه من تبوك كما ساقها ابن القيم في مسألة السماع ص ٢٦٥،٢٦٦، واستدل له في زاد المعاد ١٨/٣، أم من مكة في هجرته منها كما يدل عليه صنيع البيهقي في دلائل النبوة ٢/٥٠٦،٥٠٧، وتبعه الحافظ ٧/٢٦١، وسواء كان الراجح هذا أو ذاك فأصل القصة ضعيف لا يثبت وما بني على ضعيف فهو ضعيف. وزاد فيه الغزالي زيادة أخرى أنكر من كل ما سبق بلفظ: بالدف والألحان؟ ولا أصل لها في القصة كما أفاده الحافظ العراقي في تخريج الإحياء ٢/٢٧٧. وقد فصلت القول في هذه القصة وما ذكرناه حولها في الضعيفة ٢/٦٣، والصحيحة ٥/٣٣١،. وإن من الغرائب حقا أن يسوقها ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص٢٣٩، مساق =