للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذلك والغناء يطلق على أشياء:

منها: غناء الحجيج في الطرقات فإن أقواما من الأعاجم يقدمون للحج فينشدون في الطرقات أشعارا يصفون فيها الكعبة وزمزم والمقام.. فسماع تلك الأشعار مباح وليس إنشادهم إياها مما يطرب ويخرج عن الاعتدال.

وفي معنى هؤلاء: الغزاة فإنهم ينشدون أشعارا يحرضون بها على الغزو

وفي معنى هذا إنشاد المبارزين للقتال للأشعار تفاخرا عند النزال.

وفي معناه أشعار الحداة في طريق مكة كقول قائلهم:

بشرها دليلها وقالا ... غدا ترين الطلح والجبالا

وهذا يحرك الإبل والآدمي إلا أن ذلك التحريك لا يوجب الطرب المخرج عن حد الاعتدال

صحيح وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاد يقال له: أنجشة فتعنق الإبل١ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير" ٢

صحيح وفي حديث سلمة بن الأكوع قال:

خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم


١ أي تسرع.
٢ أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أنس وهو مخرج في الضعيفة تحت الحديث ٦٠٥٩.

<<  <   >  >>