للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكم إلى كم لا تخاف موقفا ... يستنطق الله به الجوارح

يا عجبا منك وأنت مبصر ... كيف تجنبت الطريق الواضحا

فهذا مباح أيضا وإلى مثله أشار أحمد في الإباحة

ثم روى ابن الجوزي ص ٢٤٠ بسنده عن أبي حامد الخلقاني أنه قال:

قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله هذه القصائد الرقاق التي في ذكر الجنة والنار أي شيء تقول فيها؟ فقال: مثل أي شيء؟ قلت: يقولون:

إذا ما قال لي ربي ... أما استحييت تعصيني

وتخفي الذنب من خلقي ... وبالعصيان تأتيني؟ ١

فقال: أعد علي فأعدت عليه فقام ودخل بيته ورد الباب فسمعت نحيبه من داخل البيت وهو يقول: فذكر البيتين.

فأما الأشعار التي ينشدها المغنون المتهيئون للغناء يصفون فيها المستحسنات والخمر وغير ذلك مما يحرك الطباع ويخرجها عن الاعتدال ويثير كامنها من حب اللهو وهو الغناء المعروف في هذا الزمان مثل قول الشاعر:


١ قلت: وذكر الإمام الشاطبي قصة أخرى فيها شعر من هذا القبيل ثم قال ١/٣٧٠. هذا وما أشبهه كان فعل القوم وهم مع ذلك لم يقتصروا في التنشيط للنفوس ولا الوعظ على مجرد الشعر بل وعظوا أنفسهم بكل موعظة ولا كانوا يستحضرون لذكر الأشعار المغنيين إذ لم يكن ذلك من طلباتهم ولا كان عندهم من الغناء المستعمل في أزماننا شيء وإنما دخل في الإسلام بعدهم حين خالط العجم المسلمين. يشير الإمام إلى الفرق بين الغناء الفطري وهو الجائز والغناء المصطنع المهني وهو الممنوع.

<<  <   >  >>