للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فعل ذلك بقوله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .

يضاف إلى ذلك أن فيه تشبها بالكفار من النصارى وغيرهم ممن قال الله تعالى فيهم: الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا وبالمشركين الذين قال فيهم: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} قال العلماء: المكاء: الصفير والتصدية: التصفيق١.

ولذلك اشتد إنكار العلماء علهم قديما وحديثا فقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:

تركت بالعراق شيئا يقال له: التغيير أحدثته الزنادقة يصدون الناس عن القرآن٢.

وسئل عنه أحمد؟ فقال: بدعة وفي رواية: فكرهه ونهى عن استماعه وقال: [إذا رأيت إنسانا منهم في طريق فخذ في طريق أخرى] ٣.

والتغيير: شعر يزهد في الدنيا يغنى به مغن فيضرب بعض الحاضرين بقضيب على نطع أو مخدة على توقيع غنائه كما قال ابن القيم وغيره.


١ انظر تفسير ابن كثير ٣/٣٠٦، وإغاثة اللهفان ١/٢٤٤-٢٤٥.
٢ ص ٣٦، وأبو نعيم في الحلية٩/١٤٦، وعنه ابن الجوزي ص٢٤٤- ٢٤٩، وإسناده صحيح ذكره ابن القيم في الإغائة ١/٢٢٩، أنه متواتر عن الشافعي ثم فسر التغبير بما ذكرت أعلاه. رواه الخلال بالأمر بالمعروف
٣ رواه الخلال من طرق عنه والزيادة من مسألة السماع ص ١٢٤.

<<  <   >  >>