للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصاروا يتواصون بذلك، ويقول بعضهم لبعض لا ينجي في مثل هذا إلا الله. فقال عكرمة: إن كان لا ينجي في الشدة إلا هوتعالى، فكذلك لا ينجي في الرخاء إلا هو. وقال: لئن أنجاني الله لأرجعن إلى محمد، ولأضعن يدي في يده، فكان ذلك، وأسلم وحسن إسلامه –رحمه الله- والقصة معروفة عند أهل العلم١.

وفي الحديث: "دعوة أخي ذي النون ما دعا بها مكروب إلا فرج الله عنه"٢ سماها دعوة، وهي سؤال وطلب، وتوسل بالتوحيد.


١ قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة": وقد أخرج قصة مجيئه –أي عكرمة- موصولة: الدارقطني (انظر السنن ٣/ ٥٩ كتاب البيوع، و٤/ ١٦٧ في كتاب النذور) والحاكم (انظر المستدرك ٢/ ٥٤ كتاب البيوع) وابن مردويه، من طريق أسباط بن نصر عن السدي، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: "لما كان يوم فتح مكة آمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناسَ إلا أربعة نفر ... " انتهي. وقد أخرجه البيهقي في "سننه" كتاب الجزية، ٩/ ٢١٢، وكتاب المرتد ٨/ ٢٠٢، ٢٠٥.
وأخرجه أيضاً في "دلائل النبوة" ج٥/ ٥٩، وانظر "الدلائل" أيضاً جـ ٥/ ٩٨ وقد نقله عنه ابن كثير في "السيرة النبوية" –المأخوذة من البداية والنهاية- ٣/ ٥٦٥.
٢ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" ١/ ١٧٠، والترمذي في "الجامع" ٥/ ٥٢٩، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" ص٤١٦، وأبو يعلى في "مسنده" ٢/ ١١٠-١١١، والبزار –كما في كشف الأستار- ٤/ ٤٣، وأبو عبد الله الحاكم في "المستدرك" ١/ ٥٠٥، و٢/ ٣٨٢-٣٨٣-٥٨٣، والبيهقي في "الجامع لشعب الإيمان" ٢/ ٥٢١، والطبراني في "الدعاء" ٢/ ٨٣٨ جميعهم من طريق يونس بن أبي إسحاق حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد حدثني والدي محمد عن أبيه سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدعُ بها مسلمٌ ربَّه في شيء قط إلا استجاب له". هذا لفظ أحمد، وألفاظهم متقاربة. وقد ساق قبله الإمام أحمد وأبو يعلى قصة.
وفي لفظ الحاكم ١/ ٥٠٥ من هذا الطريق: "ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم

<<  <   >  >>