للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم أخذ العراقي في هذيان وإسهاب حاصله: أن السبب لا يفعل، وأن الله هو الفاعل.

ومراده بهذا أن دعاء الأموات والغائبين من الأولياء والصالحين يجوز ويسوغ، إذا اعتُقِد أن الله هو الفاعل.

وقد مَرَّ رد هذا، وتقرير جهل قائله، ومفارقته لما عليه أهل الإسلام، وقد تقدم أن أصل الإسلام وقاعدته: هي عبادة الله وحده لا شريك له، وإفراده بالقصد والطلب.

وأن توحيد الربوبية، واعتقاد الفاعلية له تعالى لا يكفي في السعادة والنجاة، ولا يكون به الرجل مسلماً حتى يعبد الله وحده، ويتبرآ مما سواه من الأنداد والآلهة.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس: "آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ شهادة أن لا إله إلا الله" ١.

وهذا ظاهر بحمد الله، وإن خفي على خفافيش البصائر، الذين لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا٢ إلى ركن وثيق، فهاموا من


١ أخرجه البخاري في "صحيحه": كتاب الإيمان (١/ ١٢٩) ، وفي العلم (١/ ١٨٥) عن ابن عباس قال: إن وفد عبد قيس أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من الوفد –أو من القوم.... الحديث".
وأخرجه مسلم في "صحيحه": كتاب الإيمان ١/ ٤٦، ٤٧، ٤٨، ٤٩، ٥٠) ، عن ابن عباس وأبي سعيد.
٢ في طبعة آل ثاني: "يلجأوا".

<<  <   >  >>