للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى عن نبيه يوسف: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} . [يوسف:٣٩] هي من هذا الباب، فإن تفرق الآلهة والأرباب يصدق بعبادة الأنبياء والصالحين.

ومن نازع في هذا فليس من جملة العقلاء١ ولا ممن يعرف الضروريات التي يعرفها الحمقى.

هذا لو لم يرد في عبادة الأنبياء والصالحين الملائكة نصوص خاصة، فكيف٢ وقد جاء في ذلك ما فيه الهدى والشفاء.

قال تعالى: {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} . [آل عمران:٨٠] . والأرباب هنا هم الآلهة المعبودة٣، فإن الرب وضع للمعبود كما وضع للمالك والمربي والخالق، وليس هذا من المشترك، ولا من المتواطئ، بل هو من استعمال اللفظ في حقيقته اللغوية، والشرعية.

وبهذا يتبين لك خطأ العراقي في قوله: (على أنها أرباب) فإنه يريد بهذا القيد أنها لا تكون عبادة إلا مع اعتقاد التدبير والتأثير لها، كما تقدم عنه صريحاً.

وقال تعالى فيمن عبد الصالحين بطاعتهم من دون الله، وغلا في الأنبياء: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} . الآية


١ في النسخ الخطية: "بل ولاممن..".
٢ سقطت من ط: آل ثاني: "فكيف".
٣ في النسخ الخطية: "المعبودون".

<<  <   >  >>