كتاب تحقيق الرجحان بصوم يوم الشك من رمضان

الباب الرابع: في أدلة القائلين بعدم وجوب صوم يوم الشك والقائلين بحرمته والأجوبة عن ذلك - أدلة القائلين بعدم وجوب صوم يوم الشك والقائلين بحرمته والأجوبة عن ذلك - ص: 105

وروى الشعبي١، عن مسروق٢، عن البراء بن عازب٣، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن أغمي عليكم فأتموا ثلاثين يوماً"، وقال بيده:: "الشهر هكذا وهكذا"، يعني ثلاثين، وخنس في الثالثة، يعني تسعاً وعشرين٤.

فظهر من هذه الأحاديث: أن جميع ما ورد في الأحاديث من قوله: "فإن أغمي عليكم فعدوا ثلاثين"، أو" فأكمولا العدة ثلاثين"، أن المراد به الطرف الأخير وهو رمضان٥.

وأجاب الخصم٦: بأن حملكم له على الطرف الأخير تحكم منه، لأنه قد جاء في الأحاديث حمله على الطرف الأول، وهو شعبان.

---

١ عامر بن شراحيل الشعبي، من كبار فقهاء التابعين، حدث عن عائشة، وسعد بن أبي وقاص، وجابر بن سمرة رضي الله عنهم، وروى عنه الحكم بن عتيبة وابن أبي ليلى، وأبو حنيفة وغيرهم، كان إماماً ثقة حافظاً وكان يُستفتى والصحابة بالكوفة. مات سنة ١٠٤هـ.
ترجمته في: حلية الأولياء ٤/٣١٠، تاريخ بغداد ١٢/٢٢٧، تذكرة الحفاظ ١/٧٤، شذرات الذهب ١/٢٦١.
٢ مسروق بن الأجدع الهمداني، أبو عائشة الكوفي، أحد كبار التابعين، حدث عن عائشة وابن مسعود والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم، وروى عنه الشعبي والنخعي وغيرهما. وثقه ابن سعد وابن معين وغيرهما. مات سنة ٦٢هـ.
ترجمته في: طبقات ابن سعد ٦/٧٦، التاريخ الكبير ٨/٣٥، تهذيب التهذيب ١٠/١٠٩، طبقات الحفاظ ٢١.
٣ البراء بن عازب بن الحارث، أبو عمارة الأنصاري، من أعيان الصحابة، روى أحاديث كثيرة، وشهد أكثر الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، واستصغر يوم بدر، مات سنة ٧٢هـ.
ترجمته في: أسد الغابة ١/١٧١، الإصابة ١/١٤٢، تاريخ بغداد ١/١٧٧، سير أعلام النبلاء ٣/١٩٤.
٤ رواه الطبراني في الكبير ٢/٢٥، رقم: ١١٧٥.
وانظر: مجمع الزوائد ٣/١٤٥-١٤٦.
٥ الشرح الكبير للمقدسي ٢/٤، المجموع ٦/٤١٤-٤١٦.
٦ انظر: المجموع، الصفحات السابقة.