وقد كان لهذه المكرمة أكبر الأثر، حيث رأى فيها المساجين بارقة أمل يخلصهم من براثن السجن، بالإضافة إلى اكتسابهم حفظ أعظم كتاب شهدته الدنيا، الكتاب الذي ينبني عليه صلاح الإنسان دنيا وآخرة.
فأقبلوا على حفظ كتاب الله عز وجل في جميع سجون المملكة، وقد سجلت حالات كثيرة تم فيها حفظ القرآن الكريم، ونزعت فيها نصف محكومية السجين في جميع أنحاء المملكة (١) .
إلا أنَّ الجهود المتواصلة لضرورة حفظ السجين لكتاب الله عز وجل لم تقف عند هذا الحد؛ بل استمرت النظريات تطرح حول أنجح الوسائل لتحقيق ذلك الهدف، إلى أن جاءت المكرمة الملكية الثانية تتويجا لهذا الجهد الكبير.
حيث صدر الأمر السامي رقم (٢٠٨١) في ٢٧/١١/١٤١١هـ، الذي تركز على مدى الاهتمام بالنزلاء، وتسهيل مهمة حفظ القرآن الكريم؛ لكي تعم الفائدة الجميع، حتى يعودوا مواطنين صالحين لأنفسهم ولأسرهم ومجتمعهم، وقد تضمنت المكرمة الموافقة على توزيع حفظ كتاب الله الكريم حسب مدة المحكومية وذلك بقسمة عدد الأجزاء التي يحفظها السجين على مجموع عدد أجزاء كتاب الله عز وجل ثم يضرب الناتج في نصف المحكومية (بالأشهر) ، ويشترط لذلك أن لا تقل المحكومية عن ستة أشهر، وأن لا يقل حفظه عن جزأين، كما أنَّه لا ينظر للكسور من الجزء؛ بل المطالبة بالجزء كاملاً.