للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" إنَّ هذه الأحاديث قد روتها الثقات، فنحن نرويها " لاحظ المنهج، هذه الأحاديث قد روتها الثقات فنحن نرويها. أهل البدع لا يروونها ولا يعتدون بها، وإنما يخوضون في ردها وتأويلها.

" ونؤمن بها " يعني نصدق ونقر بمدلولها، وبما جاء فيها من أخبار.

" ولا نفسرها " أي: تفسيرات الجهمية، التي هي تحريف وصرف للفظ عن ظاهره ومدلوله، فهذا التفسير باطل ١.

والسلف رحمهم الله عندما يقولون: " لا نفسرها " أو " لا تفسر " أي أحاديث الصفات، يقصدون: لا تفسر تفسيرات الجهمية. أما تفسيرها الذي هو فهم معناها، ومعرفة مدلولها على ضوء مقتضى اللغة التي خوطبنا بها فمطلوب ومتعين.

" وروينا عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: كنت أنا وأبي عابرين في المسجد، فسمع قاصاً يقص بحديث النزول، فقال: إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله عز وجل إلى سماء الدنيا، بلا زوال ولا انتقال ولا تغير حال. فارتعد أبي ـ رحمه الله ـ، واصفر لونه، ولزم يدي، وأمسكته حتى سكن، ثم قال: قف بنا على هذا المتخوض، فلما حاذاه قال: يا هذا، رسول الله صلى الله عليه وسلم أغير على ربه عز وجل منك، قل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانصرف "

ثم أورد ـ رحمه الله ـ هذا الأثر عن الإمام أحمد في قصة سماعه لهذا القاص، وإنكاره عليه. وهذا الخبر ذكره أيضاً مرعي الكرمي الحنبلي في كتابه " أقاويل الثقات في أحاديث الصفات " ٢. وهو غاية في الجمال والحسن،


١ انظر: الحموية لابن تيمية " ص٣٠ "
٢ " ص ٦٢ ـ ٦٣ "

<<  <   >  >>