وإذا آمن العبد بذلك فعليه أن يطلب رضا الله عز وجل بفعل الأمور التي ترضيه سبحانه.
هذه نماذج من صفات الله التي ثبتت في القرآن وصحت في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. ولما ذكر المصنف ـ رحمه الله ـ هذه الأمثلة قال:
" وسائر ما صح عن الله ورسوله "
وهذا تأكيد منه ـ رحمه الله ـ على أنَّ ما ذكره مجرد أمثلة، وإلا فصفات الله عز وجل كثيرة جداً في الكتاب والسنة.
" وإن نبت عنها أسماع بعض الجاهلين واستوحشت منها نفوس المعطلين "
هذه فائدة مهمة جداً، وتنبيه من المصنف مفيد للغاية.
معنى نبت: تجافت وابتعدت عنها أي: وجدوا تجاهها شيئاً من الوحشة. وفي مصنف عبد الرزاق ١ أنَّ رجلاً انتفض عندما سمع حديثاً من أحاديث الصفات، فقال ابن عباس رضي الله عنه:"ما فرق من هؤلاء ـ وفي رواية ما فرَّق هؤلاء ـ يجدُّون عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه". فبعض الناس عندما يسمع صفة لأول مرة ينبو عنها سمعه ويجد وحشة تجاهها، لكن قيام هذا الأمر في نفسه لا يكون مسوغاً لجحد شيء أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن خلال هذه المقولة يدرك المؤمن سبب تعطيل المعطلة لكثير من صفات الله تبارك وتعالى، فرغم أنَّ الله أثبتها لنفسه في كتابه وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، عندما نبت عنها أسماعهم واستوحشت منها نفوسهم عطلوها ونفوها
١ " رقم ٢٠٨٩٥ "، وانظر السنة لابن أبي عاصم " رقم ٤٨٥ " وقال الألباني: إسناده صحيح.