مخلوق " لتحرير المعتقد الحق وتمييزه عن بدعة المعتزلة ومن ماثلهم. ولهذا أجمع أئمة السلف ـ كما حكاه الحافظ عبد الغني هنا، وحكاه غيره كذلك ـ على أنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق،"ومن قال مخلوق فهو كافر.
ومن أكثر من توسع في نقل كلام السلف في هذا الباب اللالكائي في شرح الاعتقاد، حيث ذكر خمسمائة نفس من أئمة السلف يقولون القرآن كلام الله غير مخلوق، ثم قال:"فهؤلاء خمسمائة وخمسون نفساً أو أكثر من التابعين وأتباع التابعين والأئمة المرضيين سوى الصحابة الخيرين على اختلاف الأمصار ومضي السنين والأعوام، وفيهم نحو من مائة إمام ممن أخذ الناس بقولهم وتدينوا بمذاهبهم، ولو اشتغلت بنقل أقوال المحدثين لبلغت أسماؤهم ألوفاً كثيرة، لكنني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار ونقلت عن هؤلاء عصراً بعد عصر، لا ينكر عليهم منكر، ومن أنكر قولهم استتابوه أو أمروا بقتله أو نفيه أو صلبه"١.
وإليه يشير ابن القيم في النونية بقوله:
ولقد تقلد كفرهم خمسون في ... عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عنهم ... بل حكاه قبله الطبراني
فاللالكائي لم يستقص، ومع ذلك جاء بهذا العدد الكبير، وهذا يفيدنا أن كلمة غير مخلوق باتت جزءً من المعتقد لابد منها لقطع الطريق على شبهة أولئك أو بدعتهم.
" وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في القرآن: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله منه بدأ وإليه يعود "