" وقول القائل ": أي من المعتزلة ومن تأثر بهم من الكلابية والأشاعرة والماتريدية.
" بأنَّ الحرف والصوت لا يكون إلا من مخارج " شبهتهم في إنكار الحرف والصوت في كلام الله هي أنَّ الحرف والصوت لا يكون إلا من مخارج، نظروا إلى ما يشاهدونه من المخلوقات، ثم وضعوا قاعدة ردوا بموجبها جميع الآيات والأحاديث المثبتة للحرف والصوت في كلام الله، فلم يعارضوها إلا لما قام في أنفسهم من التشبيه، حيث قاسوا الخالق على المخلوق، ثم نزهوا الخالق عن هذا التشبيه فعطلوا صفته سبحانه.
وقد أَوْدتْ هذه القاعدة بالمعتزلة إلى جحد كلام الله بالكلية، وأفضت بالكلابية إلى نفي الحرف والصوت. وامتن الله على أهل السنة فأثبتوا الكلام لله عز وجل بحرف وصوت كما دلت عليه النصوص، بدون تشبيه لكلام الباري بكلام خلقه سبحانه.
" باطل ومحال " أي: إنَّ القاعدة التي أقاموا عليها باطلهم باطلة في أصلها، أحالتها النصوص؛ لأنَّ اللازم الذي ذكروه لا يلزم في حق كثير من المخلوقات فضلاً عن الخالق العظيم، فقد دلت النصوص الكثيرة على أن مخلوقات تكلمت وستتكلم وليس لها مخارج.
ثم شرع المصنف ـ رحمه الله ـ بذكر هذه الأدلة فقال:
" قال الله عز وجل: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} . وكذلك قال عز وجل ـ إخباراً عن السماء والأرض أنهما ـ:{قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} . فحصل القول من غير مخارج ولا أدوات. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه كلمه الذراع المسمومة. وصح أنَّه سلم عليه الحجر. وسلمت عليه الشجرة "