" أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسرِي به إلى فوق سبع سماوات ثم إلى سدرة المنتهى " في الكلام شيء من الاختصار؛ فإنَّه صلى الله عليه وسلم أُسري به إلى بيت المقدس ثم عُرج به إلى السماء كما سيبينه المصنف بعد.
" أُسرِي به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى: مسجد بيت المقدس، ثم عُرج به إلى السماء " أُتِي صلى الله عليه وسلم ليلةً بالبراق وانطلق به إلى بيت المقدس، فربط البراق عند باب المسجد ودخل وصلى فيه، ثم عُرج به من بيت المقدس إلى السماء، ثم فتح له باب السماء، ثم عرج به إلى السماء التي تليها، إلى أن وصل إلى سدرة المنتهى فوق السماء السابعة، وفي كلِّ سماء يمر بنبي من الأنبياء أو أكثر، فمر في الأولى بآدم، وفي الثانية بيحيى وعيسى، وفي الثالثة بيوسف، وفي الرابعة بإدريس، وفي الخامسة بهارون، وفي السادسة بموسى، وفي السابعة بإبراهيم. ثم رُفع له البيت المعمور، وسأل عنه جبريل فقال: هذا البيت المعمور، يدخله في كلِّ يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون. ثم فرض الله عليه الصلاة خمسين صلاة، ثم رجع، فمر بموسى فقال له: إنَّ أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. فكان يتردد بين الله عز وجل وموسى حتى خففت إلى خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال له موسى: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. فقال صلى الله عليه وسلم: سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم. فلما جاوز نادى مناد: أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ١.
وهذا يبين عظم شأن الصلاة في الدين وجلالة قدرها عند الله، فكلُّ طاعة
١ انظر: صحيح البخاري " رقم ٣٨٨٧ "، ومسلم " رقم ٤٠٩ "