لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يُكبَّ في النار على وجهه " أي أنَّ هذا العطاء تأليف للقلوب، ولم يعط النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل لما عنده من الإسلام والصلاح الظاهر.
وقد نفع الله عز وجل بهذا التأليف نفعاً عظيماً، ودخل أقوام كثيرون في دين الله بهذا التأليف، ولهذا جعله الله أحد مصارف الزكاة.
" قال الزهري: فنرى أنَّ الإسلام الكلمة، والإيمان العمل الصالح "
" الزهري ": إمام من أئمة السلف، له نقول كثيرة في السنة والعقيدة لها شأنها عند أهل العلم.
" الإسلام الكلمة، والإيمان العمل الصالح " وهذا الكلام إذا لم يفهم على وجهه الصحيح ربما استشكل، لأنَّه سبق أنَّ الإسلام هو الأعمال الظاهرة، وأنَّ الإيمان رتبة أعلى منه. وقد عدَّ الزهري ـ وهو الإمام المعروف ـ الإيمان العمل الصالح.
ولهذا استشكل الشيخ حافظ الحكمي ـ رحمه الله ـ هذا الكلام من الزهري فقال:""هذا عندي فيه نظر؛ فإنَّه غير قيم المبنى ولا واضح المعنى، والزهري إمام عظيم من كبار حملة الشريعة لا يجهل مثل هذا، وليس هذه العبارة محفوظة عنه من وجه يصح بهذه الحروف. فإنْ صح النقل عنه ففي الكلام تصحيف وإسقاط، لعل الصواب فيه هكذا: " الإسلام الكلمة والإيمان والعمل " فسقطت الواو العاطفة للعمل على الإيمان. وهذا متعين لموافقته قول أهل السنة قاطبة أنَّ الإيمان اعتقاد وقول وعمل " ١.