للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا في الحياء مثل عثمان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:""أصدقهم حياء عثمان " ١، وفي الحديث الآخر:""ملئ عمار إيماناً إلى مشاشه " ٢. وفي هذا ردٌّ على المرجئة وبيانٌ لشناعة قولهم وفداحته؛ إذ كيف يقال: إنَّ آحاد الأمة في الفضل كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

" ونعتقد أنَّ خير هذه الأمة وأفضلها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه الأخص، وأخوه في الإسلام، ورفيقه في الهجرة والغار: أبو بكر الصديق، وزيره في حياته، وخليفته بعد وفاته: عبد الله بن عثمان عتيق ابن أبي قحافة "

هذا من جملة اعتقاد أهل السنة: اعتقاد أنَّ أفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق، فهو أفضل الصحابة على الإطلاق.

" ونعتقد أنَّ خير هذه الأمة وأفضلها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه الأخص " فله في الصحبة خصوصية وسبق وتميز، وله مواقف عظيمة، بل هو الصحابي الوحيد الذي ذُكِر بهذا اللقب الشريف في القرآن: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} ٣. فهو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم الأخص، وفي هذا إشارة إلى أنَّ الصحابة في الصحبة متفاضلون.

وأبو بكر رضي الله عنه كان سباقاً إلى كلِّ خير، وشهد له الصحابة بذلك.

" وأخوه في الإسلام " الصحابة كلُّهم أخوة للنبي صلى الله عليه وسلم في الإسلام، لكن المصنف يشير إلى خصوصية أبي بكر بذلك؛ لأنَّه وقف مع النبي صلى الله عليه وسلم من أول الأمر، فهو أول من أسلم من الرجال.

" ورفيقه في الهجرة والغار " لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ودخل الغار


١ سبق تخريجه.
٢ أخرجه النسائي " رقم ٥٠٠٨ "، وابن ماجه " رقم ١٤٧ "، وابن حبان " رقم ٧٠٧٦ "، والحاكم " ٣/٤٤٣ " وصححه الألباني في الصحيحة " رقم ٨٠٧ " وفي صحيح الجامع " رقم ٥٨٨٨ "
٣ الآية ٤٠ من سورة التوبة.

<<  <   >  >>