والتفريط. أمَّا من سواهم ففي أحد طرفي النقيض، إما الجفاء أو الغلو.
وللرافضة في يوم غدير خم انحراف متزايد مبني على هذا الغلو، ولهذا يتخذون هذا اليوم عيداً، ويجتمعون فيه على الضلال والانحراف والزيغ والغلو في أهل البيت ورفعهم فوق مكانتهم، وفي هذا اليوم أيضاً يقعون في بقية الصحابة رضوان الله عليهم، بل يقعون في أفضل الصحابة أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم، وينسبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم أموراً يدَّعون أنَّه قالها في هذا اليوم. ومن ادعاءاتهم في هذا اليوم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه، وادَّعوا أنَّ الصحابة كتموا ذلك، ولهذا يجتمعون في هذا اليوم ويلعنون الصحابة رضوان الله عليهم الذين هم بزعمهم كتموا وصية النبي صلى الله عليه وسلم. فيجتمعون على لعن بعض الصحابة والغلو في بعضهم الآخر. ثم يتباكون على أهل البيت تباكياً يخدعون به جهال الناس١.
فأين حفظهم للوصية؟! فهل حفظ الوصية بالكذب والافتراء عليه صلى الله عليه وسلم وتقويله ما لم يقل؟! أم بالطعن في أصحابه وإضاعة سنته والغلو في آل بيته والتمادي في البدع؟! ومع ذلك يدَّعون أنَّ أهل السنة لم يحفظوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته. وهذا كما قال القائل: رمتني بدائها وانسلت.
" ثلاث مرات " وهذا مما يبين عظم قدر أهل البيت ورفعة مكانتهم، وقد صدر للوالد ـ حفظه الله ـ رسالةٌ في هذا الباب بعنوان:" فضل أهل البيت ومكانتهم عند أهل السنة والجماعة " ساق فيها فضائل أهل البيت في القرآن، وفي السنة، وعند الصحابة، وعند أئمة السلف، وأخذ يسوق فضائل أهل البيت عبر التاريخ، إلى أن وصل إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب