للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العلم والاتباع. ولا ينفع ذلك إلا بالإخلاص لله " ١. وقال ابن القيم:""وهذا من أحسن ما قيل في حد التقوى " ٢.

" والسمع والطاعة " أي: لمن تأَمَّر على الناس، أوكان أميراً عليهم.

" وإن كان عبداً حبشياً " إن استتب له الأمر، وصارت له الإمارة فلا يجوز للمسلم أن يفتات عليه، وما ثم إلا السمع والطاعة. وقد دلت النصوص على أنَّ الطاعة في المعروف، وأن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

" فإنَّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً " وهذا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، يخبر عن أمور مغيبة وتقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم. وهذا نظير قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر:""وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلُّها في النار إلا واحدة " ٣.

لما أخبر صلى الله عليه وسلم بالاختلاف الذي سيقع أرشد إلى المخرج منه دون أن يُسأل، فكلُّ من يسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إنَّه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً " لابد ـ إن كان ناصحاً لنفسه ـ أن يرد في ذهنه هذا السؤال، ولهذا فمن تمام نصح النبي صلى الله عليه وسلم وكمال بيانه: أجاب دون أن يُسأل، فقال: " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور " هذا هو المخرج، وهو يتلخص في أمرين: لزوم السنة، وهذا في قوله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بسنتي.. ". ومجانبة البدعة، وهو في قوله صلى الله عليه وسلم: " وإياكم ومحدثات الأمور ... ". فالمخرج من الاختلاف الكثير والفرقة التي تنشأ


١ السير " ٤/٦٠١ "
٢ الرسالة التبوكية " ص١٠ "
٣ سبق تخريجه.

<<  <   >  >>