للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" وقال سفيان بن عيينة:""كلُّ شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره، لا كيف ولا مثل " "

" فقراءته تفسيره " أي: لا يجوز أن يصرف عن معناه، أو يبعد عن دلالته، أو أن يتكلف تأويله، بل يمر كما جاء، ويؤمن به كما ورد، ويفهم معناه على ضوء لغة العرب. فعندما نقرأ قوله سبحانه: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ١ نثبت لله يدين، وعندما نقرأ قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ٢ نثبت لله الاستواء، وعندما نقرأ: {غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} ٣ نثبت الغضب. فقراءتها تفسيرها: أي نثبت ظاهرها على الوجه اللائق بجلال الله وكماله سبحانه. قال الذهبي:""يعني أنَّها بينة واضحة في اللغة، لا يبتغى لها مضايق التأويل والتحريف " ٤.

" لا كيف ولا مثل " أي لا يجوز أن نقول في شيء من هذه الصفات بالتمثيل أو التكييف، فكلاهما باطل في الصفات وضلال.

والتكييف هو إثبات الصفات على كيفية مقدرة في الذهن. والتمثيل إثبات الصفة على كيفية مماثلة لكيفية صفات المخلوقين. ولهذا كلُّ ممثل مكيف، وليس كلُّ مكيف ممثلاً؛ لأنَّ المكيف قد يكون في بعض حالاته قد اخترع صورة قدَّرها في ذهنه وليس عن قياس على أشياء يراها في المخلوقات. بينما الممثل فهو في كلِّ تمثيله مكيف؛ لأنَّه جعل بتمثيله كيفية صفة الله ككيفية صفة المخلوق.

" وقال أبو بكر المروذي: سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية، والإسراء، وقصة العرش، فصححه أبو عبد


١ الآية ٦٤ من سورة المائدة.
٢ الآية ٥ من سورة طه.
٣ الآية ١٤ من سورة المجادلة.
٤ مختصر العلو " ص٢٧٠ "

<<  <   >  >>