للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:""ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلُّها في النار إلا واحدة " وفي رواية:""قيل: فمن الناجية؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي " رواه جماعة من الأئمة "

هذا الحديث معروف عند أهل العلم بحديث الافتراق، وهو من علامات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وقع الأمر طبقاً لما أخبر، فوُجدت الفرق وكثرت وتعددت وتشعبت.

" كلُّها في النار " هذا حكم عام مطلق في حق كلِّ من كان من هذه الفرق أو على قول من أقوالها، لكن إلحاق هذا الوعيد بمعيَّنٍ ممن ارتكب هذا الأمر المتوعد به متوقف على وجود شروط وانتفاء موانع، فالقول في هذا الحديث كالقول في بقية أحاديث الوعيد."

" إلا واحدة. ـ وفي رواية ـ قيل: فمن الناجية؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي " وهذا فيه أنَّ الحق لا يتعدد، وأنَّه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

" واعلم ـ رحمك الله ـ أنَّ الإسلام وأهله أُتوا من طوائف ثلاث، فطائفة ردت أحاديث الصفات وكذبوا رواتها، فهؤلاء أشد ضرراً على الإسلام وأهله من الكفار. وأخرى قالوا بصحتها وقبولها، ثم تأولوها، فهؤلاء أعظم ضرراً من الطائفة الأولى. والثالثة: جانبوا القولين الأولين، وأخذوا بزعمهم ينزهون وهم يكذبون، فأداهم ذلك إلى القولين الأولين، وكانوا أعظم ضرراً من الطائفتين الأولتين "

" واعلم " أي: يا صاحب السنة، ويا من يريد لنفسه العقيدة الصحيحة الصافية النقية المتلقاة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

" رحمك الله " وهذا دعاء من المصنف ـ رحمه الله ـ لمن يطَّلِع على كتابه

<<  <   >  >>