للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧١٨٣- فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم]

ب د ع: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين ما عدا مريم بنت عمران صلى الله عليهما أمها خديجة بنت خويلد.

وكانت هي وأم كلثوم أصغر بنات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اختلف: في أيتهن أصغر سنا؟ وقيل: إن رقية أصغرهن.

وفيه عندي نظر، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوج رقية من ابن أبي لهب، فطلقها قبل الدخول بها، أمره أبواه بذلك، ثم تزوجها عثمان رضي الله عنه وهاجرت معه إلى الحبشة، فما كان ليزوج الصغرى ويترك الكبرى.

وكانت فاطمة تكنى أم أبيها، وكانت أحب الناس إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزوجها من علي بعد أحد، وقيل: تزوجها علي بعد أن ابتني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعائشة بأربعة أشهر ونصف، وابتني بها بعد تزويجه إياها بسبعة أشهر ونصف، وكان سنها يوم تزوجها خمسة عشرة سنة وخمسة أشهر في قول.

وانقطع نسل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا منها، فإن الذكور من أولاده ماتوا صغارا، وأما البنات فإن رقية رضي الله عنها ولدت عبد الله بن عثمان فتوفي صغيرا، وأما أم كلثوم فلم تلد، وأما زينب رضي الله عنها فولدت عليا ومات صبيا، وولدت أمامة بنت أبي العاص فتزوجها علي، ثم بعده المغيرة بن نوفل.

وقال الزبير: انقرض عقب زينب.

(٢٣٤٤) أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الصوفي، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا الخطيب بن أبي الصقر الأنباري، أخبرنا أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن نظيف، أخبرنا أبو محمد بن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا أبو مريم، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: خطب أبو بكر وعمر يعني: فاطمة إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأبى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليهما، فقال عمر: أنت لها يا علي.

فقلت: ما لي من شيء إلا درعي أرهنها.

فزوجه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة، فلما بلغ ذلك فاطمة بكت، قال: فدخل عليها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " ما لك تبكين يا فاطمة فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علما، وأفضلهم حلما، وأولهم سلما "

(٢٣٤٥) قال: وحدثنا الدولابي، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن علي بن أبي طالب، قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة خطبت إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: لا، قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيزوجك، فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجك، فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانت لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه أفحمت، فوالله ما أستطيع أن أتكلم، فقال: " ما جاء بك، ألك حاجة؟ "، فسكت، فقال: " لعلك جئت تخطب فاطمة؟ "، قلت: نعم، قال: " وهل عندك من شيء تستحلها به؟ "، فقلت: لا والله يا رسول الله، فقال: " ما فعلت بالدرع التي سلحتكها؟ "، فقلت: عندي والذي نفس علي بيده إنها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم، قال: " قد زوجتك، فابعث بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

(٢٣٤٦) قال: وحدثنا الدولابي، حدثنا أبو جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، حدثنا عبد الرحمن بن حميد الرواسي، حدثنا عبد الكريم بن سليط، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة البناء، يعني بفاطمة: " لا تحدثن شيئا حتى تلقاني "، فدعا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بماء فتوضأ منه، ثم أفرغه على علي، وقال: " اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما ".

قال ابن إسحاق: وحدثني من لا أتهم: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يغار لبناته غيرة شديدة، كان لا ينكح بناته على ضرة

(٢٣٤٧) أخبرنا غير واحد، بإسنادهم عن أبي عيسى، حدثنا عبد الله بن يونس وقتيبة بن سعيد، قالا: حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول وهو على المنبر: " إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنها بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها "

(٢٣٤٨) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن سويدة، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر السلامي، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن، أخبرنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمد الحافظ، والقاضي أبو بكر الخيري، قالا: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أم سلمة، قالت: في بيتي نزلت: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} ، قالت: فأرسل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى فاطمة، وعلي، والحسن، والحسين، فقال: " هؤلاء أهلي "، قالت: فقلت: يا رسول الله، أفما أنا من أهل البيت؟ قال: " بلى، إن شاء الله عَزَّ وَجَلَّ ".

قال أبو صالح: قال الحاكم في المستدرك، عن الأصم، قال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

(٢٣٤٩) قال: أخبرنا أبو صالح، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الأهوازي، أخبرنا أحمد بن عبيد بن إسماعيل الصفار، حدثنا تمام بن محمد بن غالب، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر، يقول: " الصلاة يا أهل بيت محمد، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}

(٢٣٥٠) قال: وأخبرنا أبو صالح، أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة، حدثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي رعاث، حدثنا أبو نعيم، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: أقبلت فاطمة تمشي، كأن مشيتها مشية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " مرحبا يا بنتي "، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا فبكت، ثم أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن.

فسألتها عما قال: فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما قبض سألتها، فأخبرتني أنه أسر إلي فقال: " إن جبريل عليه السلام كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين، وما أراه إلا وقد حضر أجلي، وإنك أول أهلي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك ".

فبكيت، فقال: " ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ".

قال أبو صالح: رواه البخاري في الصحيح، عن أبي نعيم.

وهذا من غريب الصحيح، فإن زكريا روى عن الشعبي أحاديث في الصحيحين، وهذا يرويه عن فراس، عن الشعبي

(٢٣٥١) أخبرنا إبراهيم بن محمد، وغيره، بإسنادهم عن الترمذي، حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي الحجاف، عن جميع بن عمير التيمي، قال: " دخلت مع عمي على عائشة، فسألت: أي الناس كأن أحب إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: فاطمة.

قيل: من الرجال؟ قالت: زوجها، إن كان ما علمت صواما قواما "

(٢٣٥٢) أخبرنا أبو محمد بن سويدة، أخبرنا محمد بن ناصر، أخبرنا أبو صالح المؤذن، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله القتاب، حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، حدثنا عمر بن الخطاب، حدثنا أبو صالح، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع علي بن أبي طالب يقول: سألت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: أينا أحب إليك أنا أو فاطمة؟ قال: " فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها "

(٢٣٥٣) وأخبرنا يحيى بن محمود، إذنا، بإسناده، عن ابن أبي عاصم، قال: أخبرنا عبد الله بن عمر بن سالم المفلوج، وكان من خيار المسلمين عندي، حدثنا حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن عمرو بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن حسين بن علي، عن حسين بن علي، عن علي، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لفاطمة: " إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك "

(٢٣٥٤) أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن المخزومي، بإسناده عن أحمد بن علي، حدثنا الحسن بن عثمان بن شقيق، حدثنا الأسود بن حفص المروزي، حدثنا حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا قدم من سفر قبل ابنته فاطمة "

(٢٣٥٥) قال: وحدثنا أحمد بن علي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري، أخبرنا محمد بن خالد الحنفي، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن هاشم بن هاشم، عن عبد الله بن وهب، عن أم سلمة، قالت: جاءت فاطمة إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسارها بشيء فبكت، ثم سارها بشيء فضحكت، فسالتها عنه، فقالت: أخبرني أنه مقبوض في هذه السنة فبكيت، فقال: " ما يسرك أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، إلا فلانة "، فضحكت

(٢٣٥٦) أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي المقدام، عن عبد الرحمن الأزرق، عن علي، قال: دخل علي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا نائم، فاستسقى الحسن أو الحسين، قال: فقام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى شاة لنا بكيء فحلبها فدرت، فجاءه الحسن فنحاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت فاطمة: يا رسول الله، كأنه أحبهما إليك؟ قال: " لا، ولكنه استسقى قبله ثم قال: " إنا وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة "

(٢٣٥٧) أخبرنا إبراهيم، وغيره، بإسنادهم، عن أبي عيسى، حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي، حدثنا علي بن قادم، حدثنا أسباط بن نصر الهمداني، عن السدي، عن صبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: " أنا حرب لمن حاربتم، سلم لمن سالمتم "

(٢٣٥٨) أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين الأسدي الدمشقي المعروف بابن البن، حدثنا جدى أبو القاسم الحسين بن الحسن، قال: قرأت على القاضي علي بن محمد بن علي المصيصي، أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن عبد الله الغساني، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، قراءة عليه، حدثنا إبراهيم بن عبد الله القصار، أخبرنا العباس بن الوليد بن بكار الضبي بالبصرة، عن خالد بن عبد الله، عن بيان، عن الشعبي، عن أبي جحيفة، عن علي، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب: يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر "

(٢٣٥٩) أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ليث، عن عبد الله بن الحسن هو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أمه فاطمة بنت الحسين بن علي، عن جدتها فاطمة الكبرى هي بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم، ثم قال: " رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك ".

وإذا خرج صلى على محمد وسلم، ثم قال: " رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك ".

هذا الحديث ليس إسناده بمتصل، فإن فاطمة بنت الحسين لم تدرك جدتها فاطمة الكبرى، والله أعلم وتوفيت فاطمة بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بستة أشهر.

هذا أصح ما قيل، وقيل: بثلاثة أشهر، وقيل: عاشت بعده سبعين يوما.

وما رويت ضاحكة بعد وفاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى لحقت بالله عَزَّ وَجَلَّ ووجدت عليه وجدا عظيما.

قال أنس: قالت لي فاطمة: يا أنس، كيف طابت قلوبكم؟ ! تحثون التراب على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول أهله لحوقا به، تصديقا لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حضرها الموت، قالت لأسماء بنت عميس: يا أسماء، إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فيصفها.

قالت أسماء: يا ابنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي، ولا تدخلي علي أحدا.

فلما توفيت جاءت عائشة، فمنعتها أسماء، فشكتها عائشة إلى أبي بكر، وقال: هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فوقف أبو بكر على الباب، وقال: يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يدخلن على بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد صنعت لها هودجا؟ ! قالت: هي أمرتني ألا يدخل عليها أحد، وأمرتني أن أصنع لها ذلك.

قال: فاصنعي ما أمرتك.

وغسلها علي وأسماء.

وهي أول من غطي نعشها في الإسلام، ثم بعدها زينب بنت جحش.

وصلى عليها علي بن أبي طالب، وقيل: صلى عليها العباس.

وأوصت أن تدفن ليلا، ففعل ذلك بها.

ونزل في قبرها علي والعباس، والفضل بن العباس.

قيل: توفيت لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة، والله أعلم.

وكان عمرها تسعا وعشرين سنة.

وقال عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي: كان عمرها ثلاثين سنة.

وقال الكلبي: كان عمرها خمسا وثلاثين سنة.

وقد روي أنها اغتسلت لما حضرها الموت وتكفنت، وأمرت عليا أن لا يكشفها إذا توفيت، وأن يدرجها في ثيابها كما هي، ويدفنها ليلا.

وقد ذكرنا في أم سلمى غسلها أيضا.

والصحيح أن عليا وأسماء غسلاها والله أعلم.

أخرجه الثلاثة.

<<  <  ج: ص:  >  >>