واللغوب، والعجز، والظلم، ومماثلة المخلوقين ... وكل ما أثبته الله تعالى لنفسه فهو صفات كمال كما قال الله تعالى:{وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى}[النحل: ٦٠] سواء كانت من الصفات الذاتية التي يتصف بها أزلاً وأبداً، أم من الصفات الفعلية التي يتصف بها حيث تقتضيها حكمته، وإن كان أصل هذه الصفات الفعلية ثابتاً له أزلاً، وأبداً، فإن الله تعالى لم يزل ولا يزال فعالاً لما يريد.
فصل
* فمن صفات الله تعالى التي أثبتها لنفسه: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام والعزة والحكمة والمغفرة والرحمة.
- فحياته تعالى: حياة كاملة مستلزمة لكل صفات الكمال، لم يسبقها عدم، ولا يلحقها فناء، كما قال تعالى:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}[الفرقان: ٥٨] . وقال:{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ}[الحديد: ٣] . وقال:{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ}[البقرة: ٢٥٥] .
- وعلمه تعالى: كامل شامل لكل: صغير وكبير، وقريب وبعيد، لم يسبقه جهل، ولا يلحقه نسيان، كما قال الله تعالى عن موسى حين سأله فرعون: ما بال القرون الأولى؟ {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى}[طه:٥٢] . وقال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[التوبة: ١١٥] .
- وقدرته تعالى: كاملة، لم تسبق بعجز ولا يلحقها تعب، قال الله تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً}[فاطر: ٤٤] . وقال: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ