للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهذا النوع من الفناء إلحاد وزندقة؛

لأن هذا الفناء لم يعرف للأنبياء والمرسلين، ولا السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.

الثالث: الفناء عن وجود سوى الله تعالى؛

بحيث يعتقد أن الوجود واحد، وأن الموجود واحد، وأن الكون هو الله بعينه، وأن الله هو الكلب والخنزير والفهد والقرد والحرباء والناكح والمنكوح والعاشق والمعشوق والواطئ والموطوء. وهذا الفناء قد يقع فيه الصوفية الوجودية من الملاحدة والزنادقة أمثال الحلاج وابن عربي وابن سبعين وابن الفارض وعبد الكريم الجيلي، وهذا الفناء أعظم كفر على الإطلاق وأكبر زندقة وأقبح إلحاد وهؤلاء أشد كفرا من اليهود والنصارى.

(٤٦) (قال) شيخ الإسلام ابن تيمبة رحمه الله:

"وهو أن يفنى عن شهود ما سوى الله" ١.

الشرح:

أي: هذا النوع الثاني من الفناء-

هو أن يفني المرء عن رؤية ما سوى الله فلا يشاهد غير الله بل لا يشاهد إلا الله؛ مع اعتقاد أن غير الله موجود، ولكنه لا يشاهد إلا الله، وذلك كاعتقاد الناس أن النجوم موجودة في النهار، ولكنهم لا يشاهدون النجوم لأجل شعاع الشمس فهؤلاء أيضا لا يشاهدون الكون لأجل قوة


١ التدمرية ص٩٦.

<<  <   >  >>