الواحد بالمحلين، وكل واحد منهما محال، فالحلول محال.
السادس: النصارى لما أثبتوا على زعمهم حلول الكلمة القديمة في عيسى كفرهم جميع المسلمين، وما صرتم إليه من المعتقد أعظم من ذلك إذ هو حلول ما لا يحصى ويعد من القدماء فيما لا يحصى ويعد من المحدثات.
السابع: الباري تكلم بهذه الحروف دفعة أو التعاقب فإن كان الأول فالذي نسمعه عين كلام الله ضرورة كونه متعاقباً، وإن كان الثاني فيكون محدثاً لأن الأول لما انقضى وثبت عدمه امتنع قدمه.
الثامن: إذا كتب إنسان آية من القرآن في محل ثم محى ما كتبه، فذلك المحو والانعدام إما أن يكون وارداً على القديم أو لا، والأول محال لما فيه انعدام القديم، والمشاهدة الحسية توجب لنا القطع بورود المحو والانعدام على هذه الحروف، فيلزم أن لا تكون قديمة ضرورة لتحقق الانعدام فيها.
التاسع: مخارج الحروف معلومة عند سيبويه ستة عشر مخرجاً، للحلق منها ثلاثة مخارج لسبعة أحرف، فأقصاها مخرج الهمزة والألف والهاء، وأوسطها العين والحاء وأدناها إلى الفم الغين والخاء وحروف اللسان على أربعة أقسام:
أقصى اللسان، وطرفه، ووسطه، وحافتاه.
فأقصى اللسان: له مخرجان لحرفين فالقاف من أقصى اللسان وما فوقه من الحنك والكاف من أقصى اللسان مستقبلاً من أعلى الحنك محاذياً موضع القاف من وسط اللسان، بينه وبين وسط الحنك مخرج واحد للشين. والجيم والياء.
من طرف اللسان خمسة مخارج لأحد عشر حرفاً فإما الطاء والتاء والدال من مخرج واحد، وهو مابين طرف اللسان، وأصول الثنايا العليا.
والظاء والثاء والذال من مخرج واحد وهو مابين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا.